أخبار وتقارير

ردينة الشاذلي قصة نجاح في مخيم الرباط ب لحج جنوب اليمن

الثلاثاء - 19 نوفمبر 2019 - الساعة 06:51 م بتوقيت اليمن ،،،

دليل يوسف - البعد الرابع


ما ان تسمع  او تقرأ عن مخيمات النزوح ، حتى يتبادر الى ذهنك مأساة ومعاناة النازحيين والمهجريين من ويلات الحرب ، لكن هذه المره ، كانت لحروفنا موجه مغايره ، وحكاية نزوح مختلفة .
البداية في طريقنا إلى مخيم الشوكاني بالرباط في لحج ، أكبر مخيمات النزوح اليمنية تقريبا ، أكثر من 500  أسرة نازحة هربت من ويلات الحرب والتهجير من محافظتي تعز والحديدة، إلى مخيم الرباط ، يتقاسمون جميعهم  ، شتى صنوف التشرد والحرمان ، تحت خيم مهترئه ، وعلى رمال لحج الحارقة ، ينتظرون الأمل  ... ببطون فارغة ، وعيون مرهقة بائسة ..

ردينة الشاذلي ، قصة نجاح وتميز من بين أبناء النازحين ..

أسرة العم الشاذلي نزحت من مدينة الحديدة، عقب المواجهات الأخيرة بين جماعة الحوثي وقوات المقاومة المشتركة على تخوم المدينة ، لتصل إلى مدينة لحج ، بعد نزوح محفوف بالمخاطر والويلات ، كان مخيم الرباط محطة اقامتها القادمة .

ردينة واختها رانيه في السنه الأخيرة للثانويه العامه ، التحقن بمدرسة خديجة بنت خويلد في مدينة المنصوره بعدن ، نتيجة عدم وجود مدارس ثانويه قريبه من المخيم ، ليبدأن مرحلة الجهد والطريق الذي يتخلله الكثير من المتاعب ..

جهد ومثابره ، في وسط نزوح وفقر وغياب لأدنى مقومات الحياة ، لكن ردينة استطاعت أن تصنع نجاحا فريدا ، وتميزا قل ان تجده في مخيمات النزوح ، حصدت درجة 97.5 % في الثانوية العامه ، أما أختها رانيه فحصلت على  85 % .

ردينة الشاذلي تتحدثت للبعد الرابع "خلال عام من الدراسه ، في مدرسه خديجة ، ومعاناة بعد الطريق إلى المدرسه والعودة ، لله الحمد اجتهدت وحصلت على درجة قوية ، قلت لنفسي الآن أستطيع أن أحقق حلمي الذي كنت أفكر فيه منذ كنت طفله ، "دراسة الطب " حلمي أن أكون طبيبه " .

وأضافت رانيه : تقدمت لإمتحان القبول في كلية الطب بجامعة عدن ، وأجبت على اسئلة الامتحان بثقة كبيره ، لكني للأسف تفاجأت أن اسمي لم يكن ضمن المقبولين في الكليه ، يبدو أنه لا يوجد ورائي ظهر والمحسوبيه تلعب دورا أساسيا في توزيع مقاعد الطب يبدو لي ..

أما رانيه تقول انا احب الإدارة والحمدلله سجلت هذا العام اداره في كليه العلوم الاداريه ، وحصولي على هذا المعدل ، نتيجة فقدي لأغلب كتبي ، عندما كنت عائده من المدرسه ، سقطت الأمطار وتلقتنا السيول وأخذت أغلب كتبي، والحمدلله رغم كل ما نعاني منه ، إلا أن والدنا يريدنا أن نحقق أحلامنا ..

والد ردينة يقول لنا : انا سعيد جدا ، بردينة ورانيه ، فهن كعيناي الاثنتين اذا فقدت إحداهن لن انظر بالأخرى ، بناتي احلامهن كبيره وأنا أقف لجوارهن واعمل ما بوسعي لأجلهن،  أتمنى وكلي أمل بالخيرين أن يصنعوا شيئا من أجل ردينة ، تحب أن تكون دكتوره كي تعالج الناس وتهتم بهم ، وأتمنى أن يتم قبولها في كلية الطب ..

ثنائي نجاح وتميز ، من رحم المعاناة ، من بين مخيمات النزوح ، يصنعن انموذج أمل ونجاح ، كما بدت عزيمه ردينة بقولها لن انظر لليأس ولن أفكر فيه ، سامتحن للمره الثانيه والثالثه حتى يتم قبولي في الطب ، مع أنني أود مرافقة اختى للجامعه كما بدأنا بجوار بعضنا لكن يبقى الأمل أنني سأجد الطريق إلى الطب مهما كانت الظروف .