ادبــاء وكُتــاب


الجمعة - 22 مارس 2024 - الساعة 03:34 ص

كُتب بواسطة : أحمد الليثي - ارشيف الكاتب



بدون أدنى شك من أن هناك مبررات دفعت بقياداتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي إلى ممارسة عملية التغيير والهيكلة منذ الوهلة الأولى، ولعل من أبرزها ممارسة الهيكلة، وحل مشاكل شعبنا الجنوبي وإثبات ذات المجلس الانتقالي، والقضاء على الخلل في الأداء ورفع كفاءة موظفيه والقدرة على التقرب من المواطنين وتلمس همومهم ومواكبة التقدم، ولكن يجب أن نعلم جميعاً إن التغيير بشكل عام ينبع من الذات وكما قال سبحانه وتعالى (لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
فإن لم نقف جميعاً قيادة وشعب مع أنفسنا وقفة محاسبة، وننظر فيما هو لنا وماهو علينا، ماذا قدمنا؟
ماذا أنجزنا؟
ما هي الخطط المستقبلية التي نسعى لتحقيقها؟
فإننا إن لم نحاسب أنفسنا سوف نظل على ما نحن عليه وندور في نفس الدائرة، هذا إذا لم تفرض علينا مشاريع آخرى غير استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، فقرار التغير اليوم هو قرارنا نحن، قرارنا الشخصي قيادة وشعب، وأن لم نسع إليه ونبدأ فيه فإننا لن نتغير وللأبد، وسوف نبقى على ما نحن عليه.
لا نظن أننا مجرد نغمض عين ونفتح عين ونجد أمامنا الفانوس السحري لحل همومنا ومشاكلنا أو سنجد الجنوب من أفضل الدول، ولا نظن أن أحداً ما من الأصدقاء والأشقاء سوف يأتي وينقذ بلادنا مما هي فيه من أزمات، أو يعمل لنا إنجازاتنا المطلوبة منّا.
لا لا يمكن ذلك..
ونفسه مثل الشعور بالقلق وبما سنفقد من عملية التغيير، والشعور بالوحدة وعدم وجود موارد كافية، والحنين والشوق لماضي الجنوب قبل الوحدة، كل هذه مثبطات عن التغيير، فعلينا أن نتذرع بالصبر والاستمرار في التغيير الصحيح بأنفسنا كشعب والقيادة من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولنعلم أن التفاءل مطلوب في عملية التغيير من باب ( تفاءلوا بالخير تجدوه) وينبغي على القيادة التي تسعى للتغيير التحلي بالعزيمة والتفائل، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتفاءل في أشد الظروف، كيوم محاصرة كفار قريش للمدينة، ويوم الهجرة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
واختم مقالي هذا بالقول لأهلي في الجنوب:
أننا في داخل الحلبة كما في خارجها، لا عيب في أن نسقط أرضاً، وأنما العيب ان نبقى في الأرض عام بعد عام، العيب ليس ما وصلنا عليه، لكن العيب أن نبقى ساكتين ونرفض تغيير أنفسنا وواقعنا المزري التي افتعلته الحكومات السابقة والحالية.