أخبار وتقارير

تقرير: "الحرس الرئاسي" في عدن.. قوة أمنية أم مليشيات مسلحة؟

الجمعة - 12 يوليو 2019 - الساعة 06:47 م بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع / اليوم الثامن

احداث دامية شهدها حيا المحاريق والسيلة وما جاورهما في الشيخ عثمان ودار سعد، تلك الاحداث التي لم تشهد أي تحرك أمني لفض النزاع او إيقاف المواجهات المسلحة التي أوقعت قتلى وجرحى أغلبهم مدنيون.



صباح الجمعة، رصد مراسل "اليوم الثامن" انطباعات الناس حول الاحداث، وحاول البحث في التفاصيل الخفية التي سبقت العملية العسكرية، والمنفذة من قبل ما يسمى بقوات الحرس الرئاسي، ووصفتها وسائل اعلام حكومية، بالعملية الأمنية الناجحة.



احداث المحاريق والسيلة  




احداث دموية واقتتال بين عناصر يقول مسؤولون أمنيون انهم خارجون عن النظام والقانون، غير ان وزارة الداخلية المسؤولة عن الملف الأمني في عدن، لم تقم باي اجراء حيال تلك الاحداث، فيما رفضت مصادر أمنية التعليق حول عدم تحرك شرطة عدن لفض الاقتتال، الا ان مصدرا وحيدا أكدت ان الاحداث التي شهدتها السيلة والمحاريق، كانت تتطلب توجيهات أمنية رفيعة في وزارة الداخلية للتحرك وضبط العناصر الخارجة عن النظام والقانون والمعروفة بالاسم للأجهزة الأمنية.


حاول مراسلنا الحصول على ارقام عن عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم، جراء تلك الاشتباكات الا ان الكثير من المصادر أبلغته انها لا تملك أي معلومة عن ما خلفته تلك الاشتباكات التي استمرت لأيام.




*"الحرس الرئاسي" تحريك يثير شكوك    



في حي دار سعد الى الشمال الغربي من عدن، تتواجد قوات عسكرية، يطلق عليها قوات الحماية الرئاسية للرئيس عبدربه منصور هادي، والمحسوبة على وزارة الدفاع اليمنية، لكن هذا القوات المتخصصة في تأمين تحركات الرئيس، نفذت ما أسمتها بعملية أمنية لتعقب العناصر الخارجة عن النظام والقانون، لكن التحرك اثار حالة من الشكوك، فيما ذهب ناشطون الى وصف عناصر الحرس الرئاسي بأنهم مليشيات مسلحة لا علاقة له بالسلك العسكري.




*تفاصيل العملية  



قابل مراسلنا جنودا في الحرس الرئاسي، وتحدث معهم عن طبيعة العملية الأمنية وكيف انتهت دون أي طلقة رصاص واحدة، فقال أحدهم، مشترطا عدم الكشف عن هويته "إن العملية الأمنية لم تطلق فيها طلقة رصاص واحدة، لكوننا نعرف من هم المسؤولون عن احداث العنف والفوضى في دار سعد والسيلة، هم معروفون لنا، وبالتالي تم التحرك للقبض على تلك العناصر وتأمين هذه المناطق وإيقاف الاقتتال". وتحدث أخر عن "ان العملية الأمنية التي نفذتها قوات الحرس الرئاسي، لم تلق القبض على العناصر المطلوبة".. مشيرا الى ان احد ابرز العناصر التي تقف وراء اثارة الفوضى، كان معتقلا لدى قوات الحرس الرئاسي، "لواء البوكري".. مؤكدا ان "المطلوب الأمني (ص) يبلغ من العمر 20 عاماً، وقد اعتقل قبل عام ونصف على خليفة تورطه في قضية (....)". وتحدث مراسلنا مع شهود عيان عن العملية الأمنية، حيث أفادوا ان العملية كانت عبارة عن سير مجموعة من العناصر المسلحة بملابس مدنية وعسكرية في احياء دار سعد، دون ان تطلق طلقة رصاص واحدة. كانوا يسيرون في الشوارع في موكب واحد، لكن لم يعترضهم أحد ولم تطلق طلقة رصاص واحدة، كأن الوضع لم يكن متوترا من سابق.  






*المهمة ليست من اختصاص الحرس الرئاسي  




مصدر أمني في شرطة عدن، كشف لـ(اليوم الثامن) "ان العملية الأمنية ليست من اختصاص الحرس الرئاسي او ما يمسى الحرس الرئاسي، لأنه ليس كذلك، هي من اختصاص شرطة عدن، التي لا تقوم باي تحرك الا بتوجيهات من وزير الداخلية او نائبه او أي مسؤول أخر ينوب من سبقوه.  وأضاف "الأمر ليس كما يتخيله البعض، هناك عمليات أمنية وعسكرية تبدأ بأمر وتنتهي بأمر، لا تجاوز في المسألة الأمنية التي يجب ان تكون في خدمة المواطن لا ارهابه. وقال المصدر:"العملية الأمنية وما رافقها من شكوك، يؤكد ان هناك من يستغل او يمول مثل هذه الاحداث للحصول على مكاسبة في الأرض وبطريقة غير مشروعة". وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لقوات الحرس الرئاسي وهي تتجول في احياء دار سعد والسيلة.


وعلق مغردون على تلك الصور بسخرية، معبرين عن استغرابهم، حول كيف تم فض اشتباك المحاريق والسيلة دون أي طلقة رصاص واحدة. واستغرب البعض حول عدم تدخل وزارة الداخلية في فض الاشتباكات او تكليف قوات الشرطة بالمهمة، فيما يلمح البعض الى ان هناك من استغل تلك الاحداث لإعادة الانتشار في عدن.