أخبار وتقارير

تقرير :التفاوض..سلاح الحوثيين البالستي الأبرز في مشاورات السويد

الجمعة - 14 ديسمبر 2018 - الساعة 03:41 ص بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع : أحمد الواسعي



بأسلوبهم المعتاد المتسم بخبرتهم الثاقبة في التفاوض والتي اكتسبوها عبر مستشارين إيرانيين وعناصر من حزب الله استطاع الحوثيون ان ينتزعوا اتفاق المنتصر في السويد بعد أن كانوا على حافة الهزيمه في شوارع مدينة الحديدة.

لطالما استخدم الحوثيون التفاوض الذكي والمدروس كسلاح رئيسي يقاتل جنبا إلى جنب مع سلاح مليشاتهم في الميدان وقد تمكنوا بواسطته من ضرب كل خصومهم ابتداء بسلفيي دماج مرورا ببيت الاحمر ووصولا إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح و ها هو التحالف كما يبدو يقع مجددا في فخ التفاوض على طريقة الحوثيين.

انطلقت مفاوضات السويد وكل طرف يضع في الاعتبار هدفا استراتيجيا فيما يتعلق بكل ملف فعلى سبيل المثال حدد وفد الرياض سقفه التفاوضي فيما يتعلق بالحديده بالانسحاب الكلي للحوثيين وبسط قوات هادي يدها على المدينه باعتبارها جزء من سيادة الدولة، بينما وضع الحوثيون سقفا استراتيجيا وهو عدم تسليم المدينه لمن يسمونهم بالغزاة المحتلين وبنظره دقيقه إلى تفاصيل الاتفاق يتضح لنا من الذي انتصر فقد نص الاتفاق حرفيا على انسحاب كلا الطرفين من المدينه لتسلم إلى ما يسمى بقوات الأمن المحليه والتي هي أساسا اجهزه تابعه كليا للحوثيين وليس لها أي علاقه بوزارة الداخليه في حكومة هادي ، إذا يمكننا القول إن الحوثيين سيسحبون أسلحتهم الثقيلة من المدينه هذا إذا ما تحقق ذلك وستسلم المدينة لأدوات الحوثيين من أجهزة الأمن المحليه لينقل الحوثي سيطرته على المدينه من يد إلى يد أخرى ربما أكثر نعومه.

إذا هو نصر للحوثيين الذين مافتأوا منذ إعلان الاتفاق يروجون لذلك عبر وسائل اعلامهم مؤكدين لاتباعهم أنهم لم يسلموا المدينه للغزاة بينما ستقف الشرعيه عاجزه امام التلاعب الكبير بالاتفاق الذي سيقوم به الحوثيون و الذي حرصوا على ان يأخذ شكلا فضفاضا يتيح لهم مساحة واسعة للمرواغة والمناورة.

ليس هناك من مبرر منطقي وعقلاني لتوقيع وفد الرياض هذا الاتفاق المخزي سوى عدم الانسجام والتنسيق الكامل بين أعضاء الوفد وتحديد استراتيجيتهم في التفاوض
فبحسب معلومات مسربه "للبعد الرابع "لم يحدث أن التقى أعضاء الوفد بشكل منظم وممنهج لتحديد مسار التفاوض والإعداد والتحضير الكامل للدفاع عن مطالبهم وكانوا يلتقون فقط أثناء الجلسات أو أوقات تناول الوجبات _بعكس الحوثيون _ مما يعني أنه لم يكن لديهم مسارا واضحا ومدروسا لعملية التفاوض بما يحقق مطالبهم.

المعضله الرئيسية في مفاوضات السويد فيما يتعلق بملف الحديدة أنه لم يكن بين أعضاء وفد الرياض أي ممثل للقوى العسكرية الموجودة والمشاركة في معركة  الحديده مثل قوات العمالقة وقوات طارق ، مما يعني أنه هناك فجوة عميقه بين أعضاء الوفد وبين القوات العسكريه الموجوده على الأرض والتي هي الوحيده المعنيه بتحديد مسار الصراع داخل المدينه ومدى الالتزام بمخرجات المفاوضات وهذا ما يعطينا مؤشرات هامه ان اتفاق الحديدة لن يتجاوز السويد اما على الأرض داخل المدينه فسيظل القرار لمن يملكون السلاح ولعل إلاشتباكات التي اندلعت الليله داخل المدينه تمثل صورة لما سيحدث خلال الأيام القادمه.

مما سبق نستطيع أن نستلخص ان الحوثيين وسمعتهم الطويله في استخدام التفاوض لضرب الخصوم قد استطاعوا أن يعيدوا قوات هادي خطوات الى الوراء فيما سيظلون مسيطرين على المدينه لتتحقق بذلك فعليا المقوله المشهورة لقيادتهم عند أي هزيمة عسكرية (انسحاب تكتيكي).

البعد الرابع ينشر خلال الساعات القادمة تحليلا متكامل حول نتائج ومستقل الحوار السياسي في السويد والصراع العسكري على الأرض .

المادة خاصة بالبعد الرابع يمنع نشرها أو نقلها دون الأشارة إلى المصدر