أخبار وتقارير

الضنك يغزو تعز في ظل غياب خطة طارئة لمواجهته: ارتفاع حالات الوفاة إلى 12 والاصابة إلى 1231

الأربعاء - 19 سبتمبر 2018 - الساعة 07:51 م بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع:خاص


لا مؤشر على وجود جهود حقيقية تستعد لمواجهة غزو وباء حمى الضنك لمحافظة تعز، جميع المؤشرات تؤكد غياب استراتيجية وقائية علاجية شاملة لاحتواء الوباء الذي يحصد أرواح سكان المدينة بشكل مستمر، في الوقت الذي تبدوا فيه الجهات المسؤولة لا مكترثة بمعاناة المرضى الذين يعجزون نتيجة ظروفهم حتى عن شراء محاليل وريدية ولا يجدون قيمة الفحوصات المخبرية.

وبدت محافظة تعز على موعدًا مع فصل جديد من المعاناة مع ارتفاع حالات الوفاة والاصابة بوباء حمى الضنك، وغياب الاستراتيجية الوقائية لدى الجهات المسؤولة التي اكتفت بتنفيذ حملة رش ضبابي فقط.

وسجل الترصد الوبائي بمكتب الصحة في المدينة، اليوم الأربعاء، وفاة 12حالة من اصل1231حالة مصابة بالوباء الذي لم يخصص له مكتب الصحة مركزًا واحدًا لتقديم الخدمات الطبية للمصابين.

وأبلغ مصدر صحي ’’البعد الرابع’’، بعدم وجود أي مركز خُصص لتقديم الخدمات الطبية للمصابين لمواجهة الوباء، مُفيدًا، بأن المصابين لا يجدوا مركزًا يلجئوا له، وأن الجهات الصحية ليست مهتمة بمواجهة كارثة صحية تهدد المدينة في حال لم توجد جهود حقيقية لمواجهة غزو الضنك.

وأكد صحة بلاغ المصدر، الدكتور ’’أحمد الدميني‘‘، الذي أفاد بارتفاع حالات الوفاء، وتزايد حالات الإصابة في المدينة، في الوقت الذي يمر سكان المدينة بوضع مادي صعب جدًا، موضحًا أن المريض غير قادر حتى على شراء محاليل وريدية أو الحصول على قيمة الفحوصات المخبرية، ولا يوجد أي مركز متخصص لاحتضان المرضى وتقديم كافة الخدمات الطبية اللازمة لهم مجانًا، وحتى مستشفى الثورة في المدينة الذي كان خلال الفترة الماضية قبلة للمرضة بحمى الضنك، يقدم كافة الخدمات لهم مجانًا، مع الأسف، أهمل وقصر بشكل كبير بالجانب الباطني، بحسب الدكتور الدميني، الذي أشار إلى توجيه المستشفى اهتمامه للجانب الجراحي، رغم امكانية تقديم الخدمات لمرضى الضنك والحميات بشكل عام.

وقال، مستشفى الثورة يقدم خدماته فقط في قسم الطوارئ ولا توجد فيه أي امكانيات، ومستشفى الجمهوري لا يملك أي دعم، وكل ما يملك قليل من المغذيات، باختصار لا يوجد مركز يلجأ إليه المريض.

وأزاد الدكتور الدميني، قابلت قبل اسابيع محافظ المحافظة الدكتور أمين محمود، ونبهته بأننا على وشك كارثة إن لم يتم مواجهة الوباء بخطة طارئة، مشيرًا إلى توجيه الأخير لمستشفى الثورة بسرعة فتح مركز الحميات والتنسيق مع المنظمات لتوفير كل ما يلزم.

ومع ذلك، لم يلقى توجيه المحافظ تجاوب من إدارة المستشفى، واكتفت الاخيرة، بحسب الدميني، فقط بالطوارئ وتحويل الحالات الحرجة لمستشفيات أخرى.

بعد ذلك، قدم الدكتور الدميني الذي يعمل في هيئة مستشفى الثورة، خطة شاملة إلى مدير مكتب الصحة الدكتور ’’عبدالرحيم السامعي‘‘، لفتح مركز حميات بالثورة كان سيستقبل مئات الحالات بشكل يومي و مجانا وسيقدم خدمات بشكل نوعي، وما زال منتظرًا حتى اللحظة تجاوب المكتب بهذا الموضوع وفق ما ذكره الدميني، الذي أفاد بقيام مكتب الصحة مؤخرًا بتدشين حملة رش ضبابي بالمدينة، إضافة إلى وجود حملة لتوزيع الأدوية ستبدأ، لكن "لا يوجد مركز مرجعي الى الان للحالات داخل المدينة يوفر الخدمات مجانا للمرضى".

وتتزايد مخاوف السكان مع انتشار الوباء وارتفاع حالات الاصابة والوفاة مع تكدس أكوام القمامة في شوارع المدينة، وهطول الأمطار، ووصول موجه نزوح من محافظة الحديدة التي منتشر فيها الوباء إلى المدينة.

وقال الدكتور الدميني للبعد الرابع "الخوف الان من موجة نزوح من الحديدة الى تعز تزيد الكارثة".

وقبل أيام قال مكتب الصحة في بلاغ صحفي، أنه يقوم بجهود كبيرة من أجل احتواء الوباء حسب الإمكانيات المتاحة، لافتًا إلى افتقاره إلى مقومات مكافحة الوباء، مناشدًا وزارة الصحة بحكومة بن دغر، والسلطة المحلية في المحافظة، والمنظمات الدولية للتدخل السريع لاحتواء وصوله إلى كارثة صحية.


حمى الضنك
مرض فيروسي تنقله إناث البعوث المصاب بالفيروس، ونسبة الوفاة فيه لا تتجاوز بشكل عام واحد في المئة، وتكن عادة نتيجة حمى الضنك النزفية الخطيرة، حيث يمكن أن "تكون مميتة في 20ـ 40% من المرضى في حالة عدم تلقيهم للعناية الطبية اللازمة. او نتيجة اخطاء بسيطة في العلاج والتعامل مع المرض"، حسبما ذكرته نشرة صحية لمكتب الصحة في المحافظة نُشرت على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي ’’فيسبوك‘‘.

وتبدأ أعراضه، بحسب نشره مكتب الصحة، بارتفاع "مفاجئ في درجة الحرارة وصداع وألم خلف العينين وألام في المفاصل والعضلات عادة ما تكون شديدة مما أدى إلى تسمية المرض ب حمى تكسير العظام"، ويعانى المصاب كذلك من الغثيان والقيء وفقدان الشهية وعادة ما يظهر طفح جلدي بعد 3 إلى 4 أيام من بداية الحمى.

ويعيش البعوث الناقل للمرض الفيروسي، "بين الناس ويتكاثر في تجمعات المياه النظيفة والضحلة وإذا كانت صغيرة مثل المياه المتجمعة حول النباتات والأشجار المهجورة وفي المباني تحت الإنشاء وإطارات السيارات القديمة وعلب المشروبات الفارغة والمزهريات والبراميل وخزانات المياه بالمساكن ومياه المكيفات الراكدة".