أخبار وتقارير

الهجرة الثانية للسلفيين: وجدوا أنفسهم وحيدين وتعرضوا للغدر من رفقاء السلاح فقرروا الهجرة (تحليل)

السبت - 25 أغسطس 2018 - الساعة 08:51 م بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع : خاص

لم تختلف أسباب الهجرة الثانية للسلفيين من محافظة تعز، عن أسباب الهجرة الأولى لهم من محافظة صعدة قبل أربع سنوات، تشابهت الأسباب التي دفعت السلفيين للهجرة الأولى والهجرة الثانية التي أعلنوها، اليوم السبت، وهي المطاردة والاختطاف والحصار، واختلف فقط المُهجر، ففي الهجرة الأولى كانت جماعة الحوثي، وفي الثانية كان "(حزب الاصلاح)"، وفق ما ذكره تعميم قائد كتائب ابو العباس العقيد عادل عبده فارع الموجه إلى قاده وأفراد الكتائب.

وقال التعميم، كل يوم يضيق الطرف الأخر علينا الخناق، من اختطاف ومطاردة وحصار إلى يومنا هذا، واللجنة الرئاسية متساهلة بما يحدث، في إشارة إلى الوحدات العسكرية والمناوئة لكتائب ابو العباس والتي تخوض معه مواجهات.

وبحسب التعميم، تعرضت الكتائب للغدر من الظهر من قبل رفقاء السلاح (حزب الاصلاح)، مضيفًا، أن الكتائب انسحبت من المدينة لتجنيبها القتال الداخلي، وسلمت كل المؤسسات والمقرات الحكومية والمواقع العسكرية للسلطة المحلية حسب توجيهات قيادة الشرعية، موضحًا أكثر :" قمنا بكل ما طلب منا وللأسف وجدنا انفسنا وحيدين نسلم والطرف الأخر إلى الآن يرفض أن يسلم".

وأمام ذلك، قررت الكتائب الخروج نهائيًا من مدينة تعز، داعية السلطة المحلية والشرعية إلى توفير وسائل النقل وتأمين الخروج وعدم التعرض لأفراد الكتائب خلال أسبوع تبدأ من اليوم السبت.

وقال تعميم الكتائب"قررنا الخروج نهائيًا من تعز نحن وعوائلنا حافظًا منا على دماء المسلمين وحفاظًا على عهدنا بعدم الاقتتال داخل تعز، ونترك المدينة لحزب الاصلاح".

ولم يحدد تعميم الكتائب المكان الذي سيتوجه إليه السلفيين وعوائلهم، لكن مصدر واسع الاطلاع في المدينة، أفاد بأن السلفيين سيتوجهون إلى محافظتي لحج وعدن، إضافة إلى جبهة الكدحة الواقعة بريف محافظة تعز الغربي، لافتًا إلى مغادرة أسر قبل أيام المدينة متوجهة إلى عدن ولحج، إضافة إلى توجه أفراد من الكتائب إلى جبهة الكدحة.

وجاء قرار الهجرة الثانية، بعد أسابيع من التوتر والمواجهات بين كتائب ابو العباس المنضوية في اللواء35مدرع، ووحدات عسكرية وأمنية من الأولوية الأخرى مناوئة لها، تقول أنها تواجه عناصر خارجة عن النظام والقانون وإرهابية، في حين تقول الأولى أن الوحدات التي تواجهها هي من حزب الاصلاح، وتلصق عليها تهم كاذبة.
وتُفيد بلاغات للكتائب إلى اللجنة الرئاسية المشكلة من الرئيس هادي بتطبيع الاوضاع في المدينة، بتعرض العشرات من أفرادها للاختطاف في أحياء الجمهوري والجحملية.

وقال أحد البلاغات أن طقمين للواء22ميكا على متنهم أفراد ملثمين هاجموا منازل أفراد من الكتائب في حي الجمهوري، وتحاول استفزاز الأفراد، لافتًا إلى إبلاغ المحافظ واللجنة الأمنية ولجنة التهدئة بالانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الأفراد من اعتقالات ومطاردات ونهب المنازل بحجة أنهم مطلوبين أمنين.

وأصاف، "عليكم ابلاغنا من هم المطلوبين أمنيا وتحديدهم وسوف نعمل سويا بضبطهم وتسليمهم الى الجهات المختصة لمحاكمتهم أما هذه الأعمال الإجرامية سوف توسع دائرة الفوضى والانتقام ".

وسبق مداهمة الجمهوري بساعات، مداهمة اخرى طالت منازل أفراد الكتائب حي الجحملية، واعتقال أفراد "ولم يتخذ أي إجراء بالبلاغات السابقة يا للجنة التهدئة".

وقبل كل ما سبق، نشرت الكتائب فديو لنساء يبكين ويشكين من اختطاف أبنائهن من أحياء الجحملية من قبل الوحدات العسكرية المناوئة لكتائب ابو العباس، وأفاد بلاغ صحفي مقتضب أرفقته الكتائب بالفيديو، باستمرار جرائم حزب الاصلاح ضد السلفيين ومن معهم، كاشفًا عن اختطاف واقتحام منازل واخفاء افراد من الكتائب، وانتهاك الأعراض، متسائلا أين هي المنظمات الحقوقية والإنسانية وأين لجنة التهدئة الرئاسية؟

وتعد هجرة السلفيين من محافظة تعز، الثانية بعد الهجرة الأولى من محافظة صعدة قبل أربع سنوات بعد مواجهات عنيفة مع جماعة الحوثي في منطقة دماج، قتل فيها أكثر من 204 وجرح نحو 610 في صفوف السلفيين

في السياق، أفاد سكان محليون بإخلاء كافة البنايات في أحياء باب موسى، والاجينات، والمصلى والباب الكبير من عناصر فصائل الشرعية، وتكليف القوات الخاصة والشرطة العسكرية والأمن العام بحمايتها، ومنع أي تواجد مسلح من غير الوحدات الأمنية.

وقال أحد السكان، أن لجنة التهدئة قامت بتسليم البنايات إلى مالكيها، على أن تواصل القوات الأمنية مسؤولية الحماية ومنع أي تواجد مسلح في الأحياء الواقعة وسط المدينة من غير الوحدات الأمنية.