مجتمع مدني

انتقادات وتساؤلات حول دور المنظمات الدولية الإنسانية في اليمن

الأحد - 10 سبتمبر 2017 - الساعة 11:03 م بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع: السرق الأوسط

لماذا لم تصل المساعدات إلى المحتاجين فيضواحي الحديدة رغم أنهم الأقرب للميناء؟ بل على العكس ظلت صورهم تنتشر وهم يعانون الجوع�.يسأل البراء شيبان الباحث السياسي اليمني، ويقول عن المنظمات الأممية التي تعمل فياليمن حاولت أن تلعب دوراً أكبر من حجمها، بأن يعتقدوا أنهم سيستطيعون تغطية دور الحكومة...ولقد أخبرناهم من قبل أنكم لا تستطيعون لعب دور الحكومة، ومرت الأشهر واتضحت المسألة�.

 

شيبان ومحللون آخرون يتساءلون كثيرا عننجاعة الدور الذي تلعبه المنظمات الأممية في اليمن، فهناك مليارا دولار بحسب تغريدةأطلقها وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني صرفت للمساعدات الإنسانية، لكن من يمعن النتائجفإنه يجدها أقرب إلى أن تكون باهتة مقارنة بما رصد لها.

 

�الشرق الأوسط� تحدثت مع محللين حول دورالمنظمات الإنسانية في اليمن، وأرسلت إلى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأممالمتحدة أسئلة لم يجب عنها المكتب منذ الثاني من سبتمبر (أيلول) وحتى السادسة بتوقيتلندن أمس.

 

ويرى عبد الله الجنيد الكاتب السياسي البحرينيأنه �يجب إدراك أن أغلب المنظمات قد تشكلت هويتها السياسية إبان الحرب الباردة، لذلكفإن منهجيتها قائمة على توظيف علاقاتها السياسية مع المجتمع الدولي�.

 

وفي اليمن، يقول الجنيد إن �الضغط القائمالآن من هذه المنظمات على الشرعية اليمنية عبر استهداف الجهد السعودي والإماراتي فياليمن يتزامن مع حملات إعلامية في الولايات المتحدة وبريطانيا تحديداً من منظمات وشخصياتإعلامية ذات مواقف مسبقة لكل ما تمثله السعودية والإمارات مثل حملة مزاعم وجود معتقلاتتعذيب إماراتية في اليمن�.

 

ويمهد نجيب غلاب الباحث السياسي اليمنيتعليقه بالقول: �تبدو المنظمات الدولية المهتمة بالإغاثة والحقوق أنها تعمل وفق معاييرمهمومة بالإنسان أولاً، وهذا التأسيس الدعائي لعملها يحجب واقع هذه المنظمات كوظيفةفي صراعات كبار المتصارعين على النفوذ الدولي وواقع مصالحها الذي أصبح بيروقراطية مهمومةبمصالحها أولاً، وتحولت إلى (لوبي) دولي منظم وشبكات مصالح بآليات رقابية ضعيفة وقابلةللاختراق والتوظيف، وهذا جعل بعض قطاعاتها محترفة في ابتزاز الدول والأنظمة وبشكل لميتخيله أكثر المتشائمين في استغلال المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية�.

 

والتجربة تكشف عمل هذه المنظمات في أكثرمن صراع - والحديث لغلاب - �فقد ظهرت وكأنها مكملة لسياسات الدول الأكثر تأثيراً فيالمنظومة الدولية وأداة من أدواتها لتمرير سياسات مناهضة للسلام وأمن والشعوب، وأصبحتالحقوق كقيم وفلسفة شعارات لإدارة النزاعات والصراع على النفوذ السياسي والاقتصادي�.ويقول: �من تجربة هذه المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية سنجد أنها تعمل بمعاييرمزدوجة وحسب حاجات الأقوياء وسياسات الابتزاز ومصالح البيروقراطية الضخمة التي كونتهاهذه المنظمات، وأصبح تشغيلها بحاجة إلى المآسي أو تعظيمها وهذا قد يدفع الفاسدين إلىالعمل كمافيا متعاونة مع من يريد المأساة أداة لإنفاذ جريمته كما هو الحال مع الحوثية.كثير من التقارير التي تعتمدها المنظمات الحوثية يتم إعدادها ورصدها من قبل شبكات التنظيمالحوثي ناهيك بأن موظفين في فروع التنظيمات لديهم علاقات ذات طابع متعدد مما جعلهممتحيزين للحوثية والمنظمات التابعة لها بل إن الإغاثة الإنسانية أصبحت أهم أدوات تمويلالحرب الميليشاوية للحوثية�، ويكمل غلاب قائلاً: �باعتبار أن المأساة الإنسانية منالمنظور الخميني ووكيله اليمني (الحوثية) هي الطريق الذي يراهنون عليه لإنقاذ انقلابهم،وفرض مشروعهم الطائفي الكهنوتي، فإن تضخيم هذا الملف أصبح يخدم طرفين، الحوثية والمنظماتالتي ينخرها الفساد وأصبح البعد الإنساني والحقوقي بفعل أعمال منظمة نقطة الضعف الأولىللشرعية والتحالف، رغم الجهود المبذولة والاتفاقات الضخمة الموظفة في معالجة نتائجالحرب لكنها تذهب في ثقب أسود ينمي حرب الميليشيات لتكون مستدامة، ويشبع جشع مافياالمنظمات، وهذا يتطلب من الأمم المتحدة إجراء تحقيق لكشف هذا الجانب المظلم من عملمنظماتها�.

 

يعود الجنيد هنا ليقول: �لقد أثبت تحولمواقف بعض المنظمات مثل (اليونيسيف) من قضايا محددة، مثل تجنيد أنصار الله (الحوثيين)للأطفال في الصراع الدائر في اليمن، أو من جهد التحالف في الجانب الإغاثي ومحاربة انتشاروباء الكوليرا�، مضيفاً أن �منظمة الصحة العالمية الآن على اتصال مباشر مع مركز الملكسلمان للإغاثة للوقوف على واقع مكافحة وباء الكوليرا، بعد أن أثبتت التجربة أن تلكالمصادر اليمنية (في الشمال) تحديداً عدم موضوعية أو مصداقية، وأن تعاطيها مسيَّس�.