أخبار وتقارير

الإرهاب العشوائي في #عدن..يوحد سلطات الميسري وشلال الأمنية

السبت - 05 مايو 2018 - الساعة 07:49 م بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع :خاص




بعد فراق طويل بين سلطات عدن الأمنية منذ ما بعد تحريرها من قبضة جماعة الحوثي في 2015م ، دشنت وزارة الداخلية حملة أمنية تهدف إلى أنهاء الإرهاب والبسط العشوائي الذي أجتاح شوارع  ومديريات العاصمة الموقتة ، وبات اليوم خطراً يهدد توسع المدينة العمراني ويشوه جمالها العمراني المنظم التي ظلت المدينة تفاخر به طوال السنوات السابقة.

عملياً دخلت الحملة قيد التنفيذ اربعاء الأسبوع الماضي ، وكان شلال علي شائع مدير الأمن قد دشن الحملة بنفسه من شوارع الشيخ عثمان ، ومن أجل ذلك حشد معه قواته الأمنية ، وسانده في ذلك قوة مشتركة من وزارة الداخلية يقودها ناصر سريع ، في أول خطوة أمنية مشتركة بين إدارة الأمن ووزارة الداخلية التي يقودها المهندس احمد الميسري.

في أسبوعها الثاني توسعت الحملة الأمنية لتشمل مديرية المنصورة والتقنية واجزاء واسعة من مديرية دار سعد ، محققة نجاح كبير ، من خلال إزالة العشوائيات التي تسببت في خنق حركة السير وشوهت جمال المدينة خلال الفترة المنصرمة ، وبحسب تصريح سابق لشلال شائع أكد أن الحملة لا تتوقف حتى تنجز  ما خرجت لأجله.

بدوره كان وزير الداخلية احمد الميسري الذي أعلن عن تدشين الحملة المشتركة قال في تصريح صحفي نشر في وسائل الإعلام ، أن الحملة الأمنية التي تشهدها العاصمة غير قابلة للتوقف تحت أي ظرف، مشيراً إلى أن قوات الأمن لن تستثني أي بناء عشوائي من الإزالة حتى لو بلغ عشرين طابق حد تعبيره.

وقال الميسري ايضاً "نحن ومدير الأمن شلال " مهمتنا تنفيذ ما يحدده مكتب الإشغال وفريق الإزالة والسلطة المحلية ، ونحن نوفر الحماية الأمنية ، خطاب الميسري الجديد  وهو يتحدث بلغة الجمع ، يؤكد أن هناك تفاهمات سابقة ابرمت مع إدارة الأمن بشأن تنفيذ هذه  الحملة ، وهي تفاهمات قد تلقي بضلالها الإيجابية على توحيد مختلف الأجهزة الأمنية في عدن .

مصادر خاصة أكدت أن وساطة  سابقة قادها القيادي في المقاومة أديب العيسي والإعلامي ماجد الشعيبي والسكرتير الصحفي لمدير الأمن شلال شائع خالد السنمي، قد نجحت إلى حداً ما  في تقريب وجهات النظر بين وزير الداخلية ومدير الأمن ، عقب الفراق الذي ساد بين الطرفين ، والذي زاد من حدته أحداث عدن الأخير  بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية ، وتموضع كل طرف ضد الأخر ، اما الوساطة فقد كان عنوانها الابرز توحيد وتحييد الأجهزة الأمنية عن أي صراعات سياسية .

وعلى ضوء ذلك علم "البعد الرابع" أن وزير الداخلية أجتمع بقيادة التحالف العربي في العاصمة عدن ، لقاء لم يخلوا من المصارحة ، الميسري وبحسب مصدر مطلع تحدث إلى قيادة التحالف بقوله " أن الأن وزير للداخلية ومهتمي تقتضي أن أعمل من أجل الأمن ، وأنتم جزء وشريك أساسي في هذه المهمة ، فإذ كنتم ترون أني شخص غير مناسب لهذه المهمة ، عليكم اخباري بذلك ، كي اقدم استقالتي ،  قيادة التحالف العربي ردت على سؤال الميسري  واخبرته أنها تدعم أي جهود أمنية من شأنها تثبيت الامن ومحاربة الإرهاب ، ولا تحمل أي موقف شخصي أو عداء لأي مسؤول حكومي .

على ضوء هذه المكاشفة أكد مصدر خاص لــ "البعد الرابع " أن لقاءات سابقة جمعت كلاً من وزير الداخلية احمد الميسري باللواء شلال علي شائع أحد هذه اللقاءات كانت في منزل الميسري ، ووصف اللقاء الذي جمع الطرفين بالإيجابي ، ما يؤكد أن حملة اليوم التي تشهدها العاصمة المؤقتة كان نتاج عملي وحي لتفاهمات الامس والتي جمعت الطرفان .

أما العاصمة عدن التي تستعيد أنفاسها وبعضاً من بهائها ، على وقع النجاحات الأمنية في ملف مكافحة الإرهاب ، والتي كان أخرها مقتل أمير ولاية "أبين –عدن " والقبض على عناصر مطلوبة خلال الأسبوع الماضي ، وتزامناً مع ذلك  مواصلة الحملة الأمنية الواسعة التي نجحت بحسب تصريح سابق لنائب قائد الحملة العقيد احمد محمود بإزالة 60 % من المباني العشوائية في مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة .

تفاهمات أطراف الأمن في عدن استقبلها الشارع في عدن بالكثير من التفاؤل وتعليقاً على ذلك قال الناشط الشاب ياسين الحكم أن هذه الخطوات الأمنية التي جمعت وزارة الداخلية وأمن عدن ، من أهم الخطوات على طريق توحيد الأجهزة الأمنية وانهاء حالة التداخل في المهام ، وهي خطوة بحسب ياسين ستنعكس بالإيجاب على الكثير من الملفات أهمها محاربة الإرهاب .

أما سعيد مثنى وهو احد المتابعين للحملة منذ انطلاقتها يقول أن التنازلات التي قدمها الطرفان ستصب في مصلحة الأمن في عدن ، والتقارب كما يقول سعيد في هذه الظروف مطلوب ومهم جداً ، واجمالاً ما حدث عملياً خلال الحملة المشتركة أمر يدعونا جميعاً للتفاؤل .

في عدن ترى جميع الأطراف المحلية ضرورة توحيد الاجهزة الأمنية واخضاعها لقيادة موحدة ، في أطار مؤسستي الجيش والأمن ، وذلك خشية تكرار سيناريو يناير 2018م ،غير أن واقع الانقسام السياسي في اليمن يحيل أهم  الضرورات إلى سراب .