ادبــاء وكُتــاب


الأحد - 01 يوليو 2018 - الساعة 11:28 م

كُتب بواسطة : أ. فضل معبد - ارشيف الكاتب






حينما لمحت صورة ماضينا القبيحة المؤلمة قد بدأت تطل من نوافذه القديمة المعطلة وصارت تتكرر علينا يوميا لتوقظ فينا فتنة لم نزل نجتهد في طمسها ونسيانها قررت ان ادلي بواحدة من خلاصات عمري وثمرة تجربة طويلة في حياتي التي عشتها وعاشها جيلي الجنوبي بكل متقلباتها ومستقراتها النسبيتين .. متمنيا عليكم كآباء واخوة وزملاء وابناء جنوبيين أن تفهموها كما فهمتها او يجب علينا جميعا ان نفهمها كمحبين لجنوبنا ووحدة صفنا وجمع كلمتنا واستقرار حياتنا بعد تلك العيشة النكداء والشتات الطويل وتلك الاثمان الباهضة والاليمة والمرة التي دفعناها جميعا بسبب صراعاتنا واختلافاتنا الغبية الماضية ، والتي وللأسف هاانا ارى بوادرها تعود الينا اليوم بكل ظلاميتها وقوتها وباصرار غبي أعمى وكأن شيئ مما عانيناه بسببها لم يكن ولم نرى في حياتنا من شرها شيئا ..!!
 يالله ..!!
ماهذا الغباء او التناسي القاتل ؟؟!!                          أم ماهذا التجاهل الساذج المعبر عن تفاهة فكرنا وتعطيل ذاكرتنا وعدم شعورنا بالذنب وبحجم الكوارث والخسائر التي خلفها وسيخلفها ذلك السلوك الغبي والاعمى على حياتنا وهي مانعيش اثارها السلبية حتى اللحظة ..؟!
 أم انه سلوك جنوبي حتمي ناتج عن ضعف إيمان بالله وجهل في ديننا الاسلامي الحنيف وبوسطيته السمحاء ؟!!!
 أم انه طبع شرير قد اسرنا وسكن فينا او في بعضنا حتى صرنا لا نحب الا ان نعيش في فتن مظلمة وصراعات مؤلمة نجلبها على انفسنا فنتبعها وندفع ثمنها الأليم كما حصل من قبل ..ثم يأتي بعدها حين نندم على ما اصابنا منها فيتهم بعضنا بعضا عليها او نلقي بلائمتها على قوم آخرين دخلوا بيننا وفتنونا بها فتونا .. ثم مانلبث بعد ذلك الا قليلا حتى نعود اليها وبكل اصرار - كما هو حالنا اليوم - وياوليتااااااااه لنا ان كان هذا هو حالنا فعلا والعياذ بالله ؟؟!!!!
 ان المؤسف المحزن والمبكي في آن معا ان يعيد الينا بوادر تلك الفتن اناسا منا ممن صنعوا وساهموا وساندوا ونفذوا مسلسلات صراعاتنا الماضية وراؤا بأم اعينهم ولمسوا بايديهم وعايشوا كل الآثار السلبية والمؤلمة التي خلفتها تلك الصراعات العبثية ..!!! ولكن الأشد حزنا وأسفا ان تعود بعد ان من الله علينا بنعمة الانتصار العسكري الذي حققناه على ذلك الاحتلال البغيض الحاقد علينا جميعا دون استثناء .. وهو الذي جلبناه بايدينا وبصراعاتنا .. ثم بعد ان خلت ثورتنا وساحتنا السياسية الجنوبية من الدخلاء ومن كل الاسباب الخارجية السياسية والايديولوجية التي كانت سائدة فينا ومهيمنة على حياتنا وهي التي طالما علقنا عليها غبائنا وحملناها اسباب صراعاتنا البينية الماضية ، وبعد تضحياتنا الغالية التي جعلت المجتمع الدولي يسمعنا وبتعاطف مع قضيتنا وصار تحقيق أو نيل حريتنا واستقلالنا قاب قوسين او ادنى ..!!
 اننا نحن الجنوبيين ساسة واتباع - دون استثناء - كنا السبب الرئيس في كل مآسينا .. وقد نكون نحن الاتباع الاكثر مسؤولية والاعظم جرما من ساستنا وكبراءنا في كل ما حصل وسيحصل لنا .. لاننا نحن الذين نصنع الحكام الطغاة والسفاحين والفاسدين ونحن من يدافع عنهم .. ونحن من يحب ويعادي من اجلهم.. ونحن الذين نهيئ لهم الحاضن المناسبة الذي منه يطغون علينا ومنه يجعلوننا نضرب رقاب بعضنا بعضا .. وندمر كل ما بنيناه في وطننا بأيدينا ونضعف قوتنا وقواتنا وبالتالي نحول أنفسنا ووطننا الى لقمة سهلة سائغة لكل طامع ومتربص بنا وبوطننا .. فنضيع بذلك جميعا ونضيع وطننا كما حصل في تاريخنا الجنوبي الماضي وفي مانعيشه في واقعنا اليوم من آثار ذلك الغباء مايغني عن الكلام والبرهان ..!!!.
والآن اليكم خلاصة عمري الهامة بعد هذه المقدمة التي كان لابد منها كمدخل لتفهما وقبولها والملخصة بالاتي :
( مهما توفرت لدى اي طرف جنوبي من القوة وتهيأت له من الاسباب المادية والمعنوية والظرفية للنصر او التغلب على طرف جنوبي آخر اختلف معه داخل الجنوب ، فلا يغتر بذلك ولا يدفعه غروره وحقده لأن يعتقد انه قادر عليه وعلى ابادته من الوجود .. وانه سينفرد واتباعه بحكم الجنوب آمنين مطمئنين بعد ذلك .. فان فعل ذلك فانما هزم نفسه وغلبها وسيأتي له يوم يلفظه الجنوب فيه خارجه مذموما مدحورا ومهانا..!! ) .
ان هذه خلاصة حقيقية أظنها لا ينكرها او يتجاوزها الا جنوبي مشكوك في جنوبيته او ناقص لا يعير لجنوبيته بالا .
لذلك فانني انصح الجميع اليوم بتنقية النفوس والبحث بصدق واخلاص وسماحة وبمايرضي ربنا فينا كجنوبيين ، وما يجمعنا ويؤلف بيننا ويوحد ارادتنا التي نضعفها يوميا بما نقول ونكتب ونفعل ..
 ولا حول ولا قوة الا بالله ..
وان يستخدم كل قادر منا مابوسعه من اسباب النجاح المادية والمعنوية والعلمية والاعلامية في هذا السبيل الوطني ..#

أ . فضل معبد
عدن  30 يونيو 2018م