ادبــاء وكُتــاب


الأحد - 25 فبراير 2018 - الساعة 09:29 م

كُتب بواسطة : خالد السنمي - ارشيف الكاتب



سيبقى يوم السبت الاسود مخلدا في اعماق ذاكرتي، هرولت بدون سبب صوب صوت الانفجار ومثلي أناس كثيرون كانوا ينطلقون نحو اصوات الموت والارهاب على مقربة من الساحل الذهبي الممتلى بالحياة ، كنت اسمع اصوات الصراخ وهول الخوف وشاهدت دموع الكثير من الامهات اللواتي يبحثين عن فلذات اكبادهن وصوت الدماء والنار التي تصاعدت فور وقوع الانفجار.

تلك الأصوات المتصاعدة ، مثلها مثل اعمدة الدخان من هول الانفجار والرصاص وصوب الانفجار تدافع العشران من الجنود ، فيما كان الكثير من الابرياء ينئون بانفسهم بعيدا عن مكان الحادث والموت يتشبث بكل من يقترب خطوات قليلة نحو مكان الحادثة .

يا الله مالذي ارتكبه هؤلاء القتلة ، ماذنب ذلك الطفل الياس وامه المحمول على كتف احد الجنود الذي خرج إلى بيته قاصدا الساحل والعودة لكنه لم يعد هو ولم تعد امه التي توفت هي ايضا متاثرة بجراحها ووجع مشاهدتها لطفلها الملطخ بالدماء .

والى المقبرة وليس البيت حملت جثت الياس وامه ، كان الموقف مرعب وكأنني امام فلم رعب مرعب جدا اختلطت رمال جولدمور بدماء الزوار وتغيرت ضحكات الناس الى عويل وبكاء وصراخ ترك الناس أشيائهم هناك وفروا بأجسادهم باحثين عن حياة تقيهم من ويلات الموت و وحشية القتلة .

سيبقى هذا الموقف محفور بأعماقي الى الأبد لن أنساه ولن أستطيع ان أنساه.. مثله مثلما نساني النوم يوم امس وتركني وحيدا احاكي ذلك الليل الحزين.

كل المشاهد التراجيدية مازالت تعيد نفسها بذاكرتي ، وانا امر من جولد مور بعد يوم واحد من الانفجار وهو يتبدى خالي من الزوار وخالي من لحضات الفرح والمرح .

رغم كل تلك الاهوال إلا أن شجاعة و بسالة وصمود رجال الإمن وإبطال مكافحة الإرهاب كان شيء عظيم ، أدهشتنا شجاعتهم وانا أشاهدهم ينطلقون نحو الموت بأقدامهم صوب تخليص عدن من عناصر الارهاب الذين ارداو تكرار حادثة البحث الجنائي غير ان قوات الامن وبسالتهم حالت دون وصول عناصر الارهاب الى اهدافهم .

رغم هول الحادثة إلا أن بسالة رجال الامن ومكافحة الإرهاب بقيت مرسومة بذهني شجاعتهم كانت أسطورية وربما خيالية لست مصدق كل ما حدث امامي امس مازلت احاول إقناع نفسي بأنه كابوس مخيم او فلم رعب ربما اصحو منه قريبا ومثلي عدن .
حسبنا الله ونعم الوكيل .