ادبــاء وكُتــاب


الأحد - 28 فبراير 2021 - الساعة 02:56 ص

كُتب بواسطة : احمد النويهي - ارشيف الكاتب




الحضارة أن تدافع عنها وهكذا كانت مأرب، ولم تزل، حاضرا وحاضنا وحصنا منيعا ضد المليشيا السلالية منذ فجر التاريخ.
نشأت على الحضارة واتقنتها.. كتبت على الصخر بالنقش المسند حرف المسير والمصير.
وهكذا كانت مأرب جبهة انهكت المليشيا وجعلت حربها مفتوحة بلا مهادنة.

ما قدمته القبائل يفوق قدرات الجيش الوطني والمليشيا التي تخوض حرب استنزاف في محاولة يائسة وبائسة لكسر مأرب لما تمثله من أهمية لكل الجغرافيا اليمنية.

مأرب ومآرب أخرى لنا فيها، فقد احتضنت الملايين من اليمنيين لتفتح نافذة تشرق منها الشمس بعد أن اسدل الليل ستاره على العاصمة صنعاء.. كانت مأرب ثورة متقدمة على كل الجبهات.
مأرب ثورة وثائر انتصب على جبين النهار ليسدد ضريبة باهظة لهذا الانتماء.
مأرب ليس لها ثأر مع أحد، لكنها تقاتل من أجل مشروع وطن كانت شرارته الأولى.
لا زالت تدافع بشراسة عن حاضرها حين تستمد من الحضارة معناها التقني.
بكل التقنيات العصرية تحضر مأرب اليوم لتشكل جبهة متقدمه للوعي بمخاطر السلالية العصبوية ضداً على مفهوم الشعب.. تعي جيداً مأرب أين تقف ومتى تصطف..؟قاتلت المدينة منذ اللحظة الأولى للانقلاب على شرعية الدولة ومؤسساتها وقدمت أفواجاً من المحاربين دونما ضجيج، فكانت مقصداً يؤمها الناس اللاهثون بحثاً عن طوق نجاة من محارق المليشيا.

تلك الجغرافيا الفسيحة افسحت للجيش ذلك الميدان الشاسع ليرتب صفوفه ليتعاقب الخذلان كعقاب حين ارتدت اعقاب بنادق الجيش نحو شقرة الجنوب، كانت القبائل بيادق المعركة وقلاعها الحصينة.. كانت مأرب الحكمة اليمانية تحكم قبضتها على مفاصل الجغرافيا حين التاريخ، ذلك الحاضر الذي شكل امتداداً ثورياً سار على خطاه الشيخ القردعي صاحب الطلقة الأولى في جسد الكهنوت..
مأرب تعني الشرعية برمتها ولسنا هنا للتغني والتمني بقدر ما هي لحظة فارقة في صناعة الحدث والبناء عليه..
يجب أن تبقى مأرب لواء متقدما وراية عالية في سماء الانكسار..
وعلى قبائل مأرب، وقد أدركوا قبل غيرهم وقبل الجيش خطورة المعركة كونهم أصحاب إرث حضاري استلهموه لصناعة الحاضر الغد القادم..

مأرب مهد ثوري متحرر من سطوة الوثنية وسلطة البراغماتية الدينية ورديكالية الجيش الوطني وتفكير قياداته وتذبذبها..
تجاوزت قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي التفكير العقيم واللا منطقي لتصل قوافل الاسناد في اللحظة الفارقة والحاسمة لتصب في إطار معركة مشتركة للدفاع عن مأرب الدولة والشعب والحاضر والحاضنة الشعبية لكل اليمنيين..
وعلى قيادة القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها إدراك اللحظة والذهاب لمعركة حاسمة تشل حركة المليشيا التي يديرها الحرس الثوري الإيراني بتقنيات الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة والألغام والعبوات الجهادية والأطفال المخدرين بوهم الولاية ومفاتيح الجنة..

مأرب صف وطني تجاوز الإطار النخبوي لقوى المقاومة لتشكل حالة شعبية تستحق التعظيم والاسناد الشامل كونها قرأت في معبد الشمس ما كتب بخط المسند.