ادبــاء وكُتــاب


الإثنين - 13 أبريل 2020 - الساعة 11:02 م

كُتب بواسطة : د. باسم منصور - ارشيف الكاتب


عرفتُ الحبيب عزالدين قحطان الحوشبي...منذ أن كان طالبًا في ثانوية عباس ؛ إذ كان متفردًا بين أقرانه جميعًا له الصدارة دومًا خلقًا وذكاءً بلا ضجيج ولا عشق ظهور...! مكارمه في العلم والمقاومة لا تخطؤها عينٌ... وتسير بها الركبان...؛ كونه لا يتكلم كثيرًا بل أفعاله تنطق بشجاعته وذكائه....!


لي مع الفتى النبيل لقاءات... كنتُ دومًا أشجِّعه على التميز، وأساعده في اختيار التخصص... وأتذكر ذات يوم يسألني رسالتي للماجستير ليقرأها وهو في الصف الثاني ثانوي فلم أتردد وقلت له خذها.. وهذا ينمُّ عن شغف معرفي...ويثير الانتباه...!


لكن حرب 2015 الظالمة على الجنوب فرضتْ خيارات أخرى عليه وعلى الشباب فقد استشهد وجرح كثير من طلابنا في الجامعات فمنهم المهندس والطبيب والإعلامي والإداري...وووو...



انطلق عزالدين كالأسد يَثِبُ بقدميه على أرض المقاومة ويتصدى للعدوان على الجنوب في مختلف الجبهات.. ..وكان آخر بطولاته -حين فرَّ أصحاب الرتب والفخامة والشطحات والكيمرات...وولُّوا الأدبار - في المدخل الشرقي لعدن نقطة العلم....كان مقدامًا غير ملقاط صورا وفيديوهات تزِّور التاريخ للمستقبل الذاتي ثم الهربة....!



زرته في يوم الحادث مباشرة في مستشفى البريهي ثم نقلناه إلى مستشفى الوالي وكانت الجرحى لا تتوقف نحو المستشفيات ....ووجدت من أبيه الأكاديمي في القوات البحرية رباطة جأش وصبر وجلد... وهكذا عودتنا هذه الشجرة العائلية العريقة في بلاد الحواشب... مكارمها في شجاعة الرأي، ورفض الظلم، وحدَّة الذكاء...!



كانت الإصابة في منطقة حساسة في العنق قرر على إثرها الأطباء نقله إلى الخارج لتلقي العلاج... ومنذُ أغسطس وهو في مصر وقد انقطعت المنحه العلاجية....في حين نرى منح علاجية عبثية هنا وهناك... التحالف هنا يثبت بأنه تخلَّى عن جرحى دافعوا عن كرامتهم أولًا ودافعوا عن كرامة التحالف ثانيًا وذلك في التصدي لمشروع كاد أو أوشك أن يلتهم الجزيرة برمتها لولا دماء الجنوبيين الطاهرة؛ وبهذا الخذلان قد تبدو النتائج عكسية عليهم لا علينا...!



وعلى قيادة اللواء المنتمي لها البطل عزالدين التحرك لإيجاد حلول... فخزي وعار أن يصمت أطراف المقاومة أو من يفترض بهم هذا الوصف عن حالة عزالدين قحطان وأمثاله ممن نالوا الشرف في الاستبسال ومنحوا من يفترض بهم المقاومة شرعية الجلوس والتفيهق والثرثرة باسم تضحياتهم؛ أي شجعان سلم...لا كثرهم الله.....!

بهكذا صنيع تقدمون أنموذجًا بائيسًا ومعنويات قتالية للآخرين هابطة لن تتحرك وهي تنظر لحال من قاوموا بلا رعاية...!


نصلي للمولى بشفاء الحبيب ابن الحبيب عزالدين، وأن يرجع لبلاده سالمًا معافى ويقيني بأنك سترجع سالمًا أكثر نشاطًا وحيوية وذكاء وتحقق الحلم الذي وعدتني به ذات يوم وهو التميز في مسار المعرفة فقد أوفيتْ في فعل المقاومة من أجل الوطن.. ويتبقى أن تفي في مقام بنائه بالعلم وهنا تكمن المهمة الشاقة التي تتطلب تحريك فوهات الأقلام نحو البناء كل في تخصصه.....وما ضرّك ما فعلت بعد اليوم....!



قبلة على جبينك أيها الفتى المقدام الذي علَّمتْ المعتدين دروسًا في الفداء، وعلَّمتْ الأجيال معنى حب الوطن...وعرَّيتْ عشَّاق الكيمرات ولصوص تضحياتكم دروسًا بكشف سوأتهم......كونهم عشَّاق فيد...لا وطن....!