ادبــاء وكُتــاب


الجمعة - 10 أبريل 2020 - الساعة 02:40 ص

كُتب بواسطة : فضل الجعدي - ارشيف الكاتب


التاسع من ابريل من كل عام تحل ذكرى رحيل القائد الاشتراكي الجسور، الرفيق والمعلم والملهم قاسم احمد صالح الذرحاني، الذي غيبه الموت على حين غرة وهو في قمة عطائه الوطني والانساني.

ثمان من السنوات لم تستطع بكل احداثها ان تسقط هذا الرجل في خانة النسيان او ان تهيل التراب على حضوره الدائم والمتجدد، قبس ضياء، مرجعية فكرية لا تنضب، ودوحة دائمة الاخضرار، ومحطة نبل وطهر وإرادة نتزود منها وقود الاستمرار في السير بدروب النضال ونهج القيم والمبادئ من اجل الحرية والكرامة وتحقيق التلطعات العظيمة التي ناضل فقيدنا من اجلها ومات عليها..

ايها الرفيق والمعلم والقائد

اننا اليوم نمر بمرحلة صعبة ومخاضات عسيرة مع استمرار الحرب التي تدخل عامها السادس ضد مليشيات الحوثي الطائفية، وخلال أتونها قدم الجنوب وما يزال خيرة ابناءه دفاعا عن الحرية والكرامة، وما تزال الضالع جبهة صمود شامخة لم تنكسر ولن تنكسر كما عهدتها، ما تزال تقدم قرابين الشهداء كجبهة مفتوحة منذ ست سنوات، ورغم كل الهجمات والحشود التي تحلم بكسرها، الا انها تقاوم بضراوة وتصد كل الفلول وتحارب في اوقات كثيرة وحيدة نيابة عن كل المحافظات ، تحارب في جبهتين، جبهة المليشيات الحوثية وجبهة المليشيات الإخونجية المسيطرة على الشرعية ومفاصلها، تحارب أدوات إيران وقطر وتركيا في آن واحد، ورغم ذلك التكالب بقيت شامخة تصنع النصر ولا سواه مهما تكالبت قوى الشر والتخلف، فأبناء الجنوب اليوم يقفون بمقاومتهم الباسلة مرفوعي الهامات قابضين على الزناد ازاء كل المؤامرات التي تحاك لكسر صمودهم، يكبدون مليشيات الحوثي في كل جبهات الشرف اقسى الدروس ويحبطون دسائس قوى الإرهاب في سائر عواصم المحافظات بملاحم بطولية نادرة..

إيها الغائب الحاضر

لقد استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن ينقل القضية الجنوبية الى طاولات صناع القرار الدولي كقضية سياسية عادلة يتوجب حلها بما يرتضيه شعب الجنوب ووفقا لخياراته السياسية، ولقد اقر اتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه بين المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي وممثل للقضية وبين حكومة الشرعية، على البعد السياسي لقضية الجنوب وعلى ضرورة حلها سياسيا، وبهذا تكون القضية قد قطعت اشواطا الى الامام بعد سنوات التغييب التي مارستها سلطة 7/7 المتخلفة، كما استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي ان يوجه انظار كثيرا من الدول والمراقبين والسياسيين والدبلوماسيين الى عدالة قضية الجنوب وحق الشعب في تقرير مصيره، وما يزال يبذل جهودا جبارة لتحقيق تطلعات الجماهير وحماية مكتسبات النصر والتحرير ويواجه عصابات الشرعية بلبوسها الدينية الاخونحية التي تشن حربا لا هوادة فيها ضد الانتقالي على مختلف الصعد باعتباره العقبة الكأداء التي تقف امام تنفيذ مخططاتهم القذرة لإعادة استباحة الجنوب ونهب مقدراته والتسلط على ابناءه الاحرار، وفي الوقت الذي يخسرون به جبهاتهم في الشمال لصالح مليشيات الحوثي، يستمرون بحشد مليشياتهم وادواتهم الارهابية صوب الجنوب، وهي مفارقة غريبة وعجيبة وامام صمت التحالف العربي ونسفا لاتفاق الرياض الذي نصت بنوده على انسحابهم الى مأرب، ومع كل ذلك الحشد الديني والقبلي والعسكري الا ان قواتنا وابطالنا في المرصاد ولن نسمح لهذه القوى المتخلفة ان تطأ جنوبنا وان الجبناء لا ينتصرون.

ايها الراحل العزيز

نم قرير العين في الفردوس الاعلى وكن على ثقة ان القوى التي حاربناها معا سنظل نحاربها كونها كما قلت ذات يوم تشكل خطرا على كل القضايا الوطنية شمالا وجنوبا، ثق ايها الراحل ان المبادئ والقيم التي تشربناها منك ومن فكرك ستظل هي مبادئنا وقيمنا ولن نحيد عنها حتى تنتصر، قيم الحق والعدالة والبناء والتطلع بقلوب محبة الى المستقبل..
السلام لروحك النقية التي ألهمتنا الصبر والحب والتسامح والكفاح، ولتعش في الضمائر قيمة لا تموت..
لك الخلود الابدي