ادبــاء وكُتــاب


الثلاثاء - 18 يونيو 2019 - الساعة 04:14 م

كُتب بواسطة : محمد مظفر - ارشيف الكاتب


قبل عام وأنا في طريق عودتي من عتق إلى منفذ الوديعة، كنا نخترق تلك الصحاري من أطراف الربع الخالي وعيناي تُبحران في جمال الكثبان الرملية! اتأمل ماتخفيه من كنوز طبيعية في أعماقها!.

استرجعت حديث لوالدي حفظه الله يقول: إن هذه المناطق لاتحتاج فيها للحطب لتشعل النار، فالتراب يشتعل لهب وأظنه يقصد أنها مشبعه بالنفط (النفط الرملي).


لم ينحصر تفكيري في الجانب الاقتصادي لما تخفيه هذه الرمال في جوفها، بل تاريخ وحضارة هذه الأرض والانسان الذي أقام الممالك القديمة في جنوب الجزيرة.
{ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ }
حتى عصوا الله فارسل عليهم سيل عرم دمر تلك الحضارات وشتت اهلها في أصقاع الأرض.

ولازالت رحلة التية لتلك الشعوب إلى اليوم مشتتين من عزب الرياض وجدة الى مساكن الايوا في أورويا والامريكتين.

شباب يواجهه شتى صنوف الضياع في بلدان الاغتراب. لامستقبل آمن، ولا تعليم، لاصحة، لا آمان وظيفي، والرسوم والضرائب هدمت ماتبقى من حطام نفوسهم.

عندما اسأل نفسي: ما الذي يميز شباب دول مجلس التعاون الخليجي الذين حصلوا على رعاية دولهم من امن واستقرار وتعليم وابتعاث وتأهيل وتوظيف وأي شاب جنوبي عزلته رسوم الإقامة في صوامع البطالة ودائرة الاحباط؟
لا أجد إجابة سوى انها سوء الإدارة..

نعم فقد تولى أمر هذة الأمة في جنوب الجزيرة السفلة، والجهلة، والجواسيس فافسدوا في الأرض ونهبوا حقوق الخلق، واستباحو كل محرم. وكانت النتيجة هذا الانهيار الكلي الذي تعيشه هذه الجغرافيا في أهم بقعة في العالم والتى تتحكم في إدارة خطوط التجارة الدولية.

لاينقص هذه الارض الموارد، ولا القدرات، ولا العقول القادرة على النهوض، بل لديها مخزون حضاري وثقافي عظيم قادر الانسان فيها أن يلحق بركب الحضارة المعاصرة ويسافر في قطار المنطقة إلى المستقبل. فقط يحصل على إدارة تدير نهوضه.
وهذا يحتاج الى استئصال كل مايمت بصله لمنظومة الفساد التى تسببت في الانهيار.

وعندها سنبني معاً الانسان الذي سيحافظ على المصالح ويبني هذه الأرض وينعم اهلها بخيرها واستقرارها...
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

فلنكن نحن التغير ونلفظ الفساد واهله، ونعيد لأنفسنا التوازن كي نستحق أن نعيش على أرضنا أسياد لاعبيد لقواد عسه لدى الميسو لويكيار ...


#محمد_مظفر
الثلاثاء ١٥ شوال ١٤٤٠هـ
الموافق ١٨ يونيو ٢٠١٩م
الولايات العربية المتحدة
ولاية سهوه