ادبــاء وكُتــاب


السبت - 20 أبريل 2019 - الساعة 09:48 م

كُتب بواسطة : دليل يوسف - ارشيف الكاتب



تحت شمس تريم الحارقة ، داهمنا الوقت بعد نهاريه رصدت أبرز معالم تريم الأثرية والتاريخية ، من مكتبات ومدارس دينية  ، وقصور سلاطين حكموا تريم في بداية العصور الأولى  .

نحن في رفقة الزميل حداد ، توقفنا في قلب مدينة تريم لتناول وجبة الغداء الحضرمية ، التي لا تختلف كثير عن وجبات مطاعم حضرموت في عموم اليمن ، لكن حداد يصر علينا بالعودة إلى جلسة تريميه ، لكنها جلسة خالية من اغصان القات ، لان الشباب في تريم لا يتعاطون القات الا ما ندر ، لذا جلسات مقيل اهالي تريم تكون مع شرب الشاهي فقط ، والشاهي في بيوت تريم متعدد الالوان والنكهات ، يقدم الشاهي بلونه الأحمر والأخضر واللبن والكركديه والشوكولا ، وأنواع أخرى ،  بكأسات صغيره على أن يكون ساخن ، وفي كل كأس ملعقة صغيره ولجوارهم علبه صغيره من السكر ، ويستمر تقديم الشاهي بهذه الطريقه طيلة جلسة المقيل ، تحدثنا  لحداد أننا اكتفينا من الشاهي ، لكنة رد بأن هناك ثمت إشارة تصنع كي يفهمها من يقف على براد الشاهي بالداخل ، في حال اكتفيت من شرب الشاهي ، عليك ان تعكس ملعقه السكر في داخل الكأس ، لتكون بمثابة رسالة لمن يقف على براد الشاهي أن أحدهم اكتفى من الشاهي .

ثمت موعد بعد الظهيرة في انتظارنا ، سباق الجمال " الهجن " طابع شعبي يميز تريم ، ويمنحها تنافس محموم " ، انطلقنا إلى فعالية سباق الهجن ، كانت الآلاف من الناس قد حجزت مواقعها ، على جنبات مضمار السباق واعالي أسطح البنايات المشرفه والقريبة من مكان السباق .

المتسابقون قادمون من كل مناطق تريم على ظهر جمالهم ، وقد نقشوا عليها مسميات وعبارات ، بلون الحناء ، متحمسين في وسط المضمار ركضا بجمالهم مسافة طويله ، رغم ازدحام المكان بالرجال والنساء والأطفال ، بحضور طابع شعبي وتنافس خلاق ، يعكس روح الحضارة في تريم الثقافة والتاريخ .

وقبل مغادرتنا للمدينة قمنا بزياره جامع المحضار وتوثيق منارته التي تعد اطول المنارات الطينيه عالميا ، وشهرته الملازمة لتريم ، ومكانته بين المعالم الاثرية والتاريخية من قصور كثيرة  ومدارس دينية  ومكتبة في رفوفها اندر المخطوطات والكتب التاريخيه .

يكاد المساء يشرعن إخفاء ألوان النور والجمال ، المميز لمباني وقصور مدينة تريم ، بأختفاء شمس الغروب خلف منارة المحضار  ، ليشعرنا بساعة العودة ، ومغادرة تريم ، بقلب مفتون  وصورة  أسره ، تسجل في الذاكرة .. أرشيف من الجمال والروعة من التاريخ والحضارة للمدينة ، والإنسان اليمني ...