ادبــاء وكُتــاب


الإثنين - 11 فبراير 2019 - الساعة 01:29 ص

كُتب بواسطة : قيس الشاعر - ارشيف الكاتب




تعانقت عقارب ساعتي واصبحت في مستوى واحد ملتصقه ببعضها مشيره الى الثانية عشرا ظهرا بتوقيت العاصمة عدن اكدت المأذن على صدقها و دقتها اكتسبت عندها ثقتي بعد ان فقدتها بسبب عدم التزامها بتوقيت الصحيح اما ساعتان متقدمة اوساعتان متأخرة عن التوقيت الصحيح ...

مجبر على مرافقتها لي هي دليلي الوحيد لتحديد الوقت رغم انها متواضعه بل ادنى من المتواضعه و منهكة من كثرة الاصلاحات سيرها الجلدي الذي يطوق معصمي مهتري و زجاجها فقد بريقه من كثرة الخدوش بخسة الثمن لا تتجاوز قيمتها 1500 ريال يمني و مابها من عمليات اصلاحات خلال السنتين الماضية فاق قيمتها خمس مرات او ربما سبعا ...

اتمعن فيها مره اخرى وهي عقاربها تفض تشابكها الذي دام التصاقهم الحميم لحظات بينما مشهد فوضى ازدحام سير السيارات يتزايد و الذي اقف عليه في راس التقاطع الذي يقع على مقربة من شركتي صرافة الاوارق المالية و يتوسط خط التسعين و يودي الى سوق القات القبله لكثيرين و تتعالى وسط الازدحام الخانق اصوات الابواق المعبرة عن الاستهجان الكل مكشر انيابه يصارع من اجل العبور و الكل يريد ان تكون له الاولوية في اجتياز التقاطع مشهد فوضوي يعحز رجل المرور عن تنظيمة و فض النزاع وهو دليل على غياب التحضر و اندثار المدنية تعودنا على الفوضى ولا تحلو حياتنا الابها ...

تغلق ابواب شركات الصرافه ابوابها لااداء الصلاه بعد ساعات ايضا فوضوية من عدم استقرار سعر صرف العملات الاحنبية مقابل العملة المحلية اسما و المولودة في روسيا ...

تغلق بقية المحال ابوبها و يسيل الشارع بناس المتعاكسة بتجاهاته البعض وحهته الاولى سوق القات و العودة الى احدى المطاعم المنتشره على جانبي الطريق للغذاء و البعض يفضل الغذاء تم الذهاب لشراء القات بينما اخرين ليس من هولاء ولا هولاء وربما من اولئك و ليس من هولاء او العكس ...

في تلك اللحظة بأمكانك تصوير الجميع بدواب الذاهبة الى المرعى و انا منهم ...

اذا غيرت وجهتك و سلكت الطريق المودي الى الحي السكني الواقع خلف المحلات التجارية و تحديدا حتى لاتتوه الطريق الواقع بين شركة القطيبي لصرافة و شركة العمقي و حتى اذا ما تجاوزتهم ببضع خطوات ستواجه حركة لا اطقم عسكرية تتير الغبار بسرعتها و هذا من الاشياء المتعارف عليها اهمية الاطقم تكمن في السرعه و التفحيط في اي مكان حتى و ان كان في فناء مستشفى او مدرسة او حتى مقبره على اساس ان هذا جزء من السطوه و الهيبة بينما الناس المارة و الواقفه من نساء و رجال و اطفال يردون على تلك الافعال الهمجية بألاف اللعنات و السب و الدعاوي الله يزيلك ربي ينتقم منك ياحمار يأبن الحمار كل واحد يعبر بطريقته وحسب اخلاقة و تعليمة و تربيته ...

لاتقتصر الحركة في الحي الخلفي ظهرا على الاطقم فقط بل تتعدد و تتنوع السيارات الفارهه ذات الموديلات الحديثه الماشية في المكان الذي في او قات اخرى يالكاد يقع نظرك على سياره تمر فيه ...

تقف جانبا تلك المركبات و تبدا مخلوقات الزومبي بنزول و الزحف صوب صومعة الريس علي حمزة و تبدو اكتر الفة و خاضعه و اقل وحشية وعدوانية و كانها واقعه تحت سحر الريس علي حمزة ملتمين حوله مادين ايدهم اليه بنوع من ألاذعان و الخضوع واقفين الى جانب بعضهم البعض رغم اختلاف ولائهم و افكارهم و عدائهم وتباغضهم فرقتهم المصالح و السياسة ووحدهم قات الريس على حمزة فمخلوقات الزومبي معروفه بتوحشها في اماكن سلطتها وخارجها ايضا ....

لاتصدق ماتشاهده عيناك وتعيد مسحهها بيدك للتأكد من حقيقة مايحصل امامك من مشهد الكل ماد يده حاملا بواكي من المال التي لازالت ريحة حبر الطباعه تفوح منها و كأنها طبعت الان اطرافها حادة كشفرة الموس ان اجدت استخدامها بأتقان قد تجرح بها عنق احدهم ...

ايادي مخلوقات الزومبي الممسكة بالنقود فئة الف ريال تمتد صوب الريس علي حمزة الواقف داخل صومعته و الحناجر تشراب و يرتفع البعض على اطراف اصابع قدمية حتى يصل ويلفت انتباه الريس علي حمزة الذي سياسته تقتضي الدفع اولا قبل الحصول على الحبة القات التي يحملها بين يدية برفق لايحظى به حتى الطفل وملفوفه بخرقة جديدة وحين يتلقها مخلوق الزومبي يعاملها بنفس الطريقة بل افضل حتى ان البعض حين يزيل غطأها ويكشف عن وجهها ترى لعابه حين يتدلا على اعوادها كيف لا و هي دفع مهرها مثلها مثل العروسه ليصل ثمن الحبة الى ثلاثمائة الف ريال يمني اي مايساوي ستمائة دولار امريكي وما يعادل تلاته الف ريال سعودي ...

كم تمنيت ان اشبع عيني من النظر الى الريس علي حمزة الذي يتراس مخلوقات الزومبي اثناء تواجدهم امام صومعته الا ان التفاف مخلوقات الزومبي حوله وتراصهم كسد منيع حال دون رؤيتي له حتى اضع تصور يليق بشخصيتة كريس استطاع ترويض وحوش الزومبي التي يبدو ان توحشها و عدوانيتها للحصول على المال بأي طريقه كانت حتى تحصل على حبه قات بثمن مهر امراءه لتهديت الاعصاب بعد يوم من التوحش و في الختام اذا كان فقط الحبة القات يصل ثمنها الى ثلاثمائة الف ريال كم الدخل اليومي لكل مخلوق زومبي وحتى يقال ان دين البعض حق القات وصل الى ثمانين مليون ريال يمني لصالح الريس علي حمزة وهذا انا استبعدته و قلت ياتي في اطار المبالغه لايعقل و لا تتصور بساطة عقلي البليد في العمليات الحسابية ان يصل دين قات الى ثمانين مليون ريال يمني كم باتطلع بادولار