ادبــاء وكُتــاب


الثلاثاء - 05 فبراير 2019 - الساعة 11:00 م

كُتب بواسطة : جمال الداعري - ارشيف الكاتب




تناقشت أنا ومجوعة من الأخوة في إحدى مجموعات الوتسأب عن المملكة السعودية ورؤيتها الطموحة.

أخذت الأراء والردود بالشد والجذب، تناقشنا كثيراً، فأختتم النقاش من قبلهم بأن المملكة العربية السعودية هي سبب الدمار الذي ضرب بعض البلدان العربية مثل سوريا، ليبيا، اليمن..

ارسلت لهم مقطع فيديو للدكتور علي عبد الله البجيري وهو مسؤول سابق في الحكومة اليمنية وسفريها في موسكو. يتحدث فيه عن ملفات فساد نفطية مهولة، أرقام كبيرة جداً يشيب منها الرأس. آبار نفطية لم تدرج ضمن سجلات الحكومة كانت تحول إلى جيوب عصابة عفاش وشركائه، والكثير من ملفات الفساد النفطي.

ما تحدث عنه السفير: قطرة، في بحر ملفات الفساد النفطية لعفاش وأعوانه، وقس عليها ملفات الفساد في بقية القطاعات الإيرادية الأخرى خلال مسيرتهم التدميرية لليمن.

تحدث الأخوة: مُحملين المملكة وزر ما آلت إليه أوضاع اليمن وغيرها من الدول العربية من حرب، ودمار، وفوضى وغيرها.
لا أدري أهو من منظور حزبي ضيق، أم التباس وجهل بالأحداث!.

لو تحدثنا عن الدول التي تعرضت للفوضى بسبب ربيع الدمار، لوجدنا أن المشكلة أعمق بكثير مما يضنون.
وحدها الدول التي تحكمها نخب فاسدة، وضالمة، غير عادلة، هي تلك التي تعرضت للدمار بشكل كبير على عكس بقية الدول التي خرجت من الأزمة بأقل تكلفة.

دول إما وتحكمها أقليات طائفية أقصت بقية الشرائح والطوائف في المجتمع، ومارست ضدهم أبشع جرائم العنصرية والمحسوبية. أو دول أكلت خيرات شعبها، واستنزفتها، وجلعت منهم جوعى ينامون على أبواب سفارات الخارج. وجيوش بُنيت للدفاع عن مصالح عائلية، وطائفية، وحزبية...

ضربت أحداث الربيع سلطنة عُمان، لكنها لم تسقط. وأدت الفوضى بشهورها الأولى. نظام البلد العادل، ومستوى الفساد المتدني، مقارنة مع قريناتها الأخرى، مستوى المعيشة، ورفاهية ودخل الفرد، والعدالة، وفرت بيئة غير خصبة لأي مشاريع فوضى خارجية.

مملكة البحرين، نموذج للدولة التي تجاوزت الأزمة. رغم المؤامرة الإيرانية الكبيرة في دعم الفوضى والاضطرابات...
العدالة الإجتماعية، الفقر الذي حاربته الدولة، مستوى الثقافة للفرد، كلها عوامل ساعدت على بقاء الدولة، وعدم سقوطها، مثل بقية الدول الأخرى.

مصر، برغم الفساد الذي كان ينخر جسدها، لكنه فساد مورس على الجميع بدون طبقية أو مناطقية أو أسباب سياسية.
مصر، بسياستها العقلانية، وجيشها الوطني، الذي وقف بجانب الشعب في أزمته ومحنته. ورغم الفوضى التي ضربت البلد. لكنها تجازوت الأزمة، بحكمه الرئيس السابق الذي ترك السلطة طوعياً، وجنب البلد موجات حرب داخلية.
ورغم المؤامرة الخارجية الدنيئة بتمكين جماعة الإخوان من حكم الدولة المصرية، إلا أن مصر بحكمة شعبها وجيشها الذي بُني على أساس سليم، لا جيش عائلة ولا طائفة ولا حزب، تجاوزت الأزمة رغم التكلفة الكبيرة...

يا هؤلا: من الضُلم أن نُحمل السعودية الأسباب في ما نحن فيه من فوضى ودمار، ونغض الطرف عن العصابة التي حكمت الدولة بنظام العصابة لا الدولة..

الضلم الذي مورس، والمحسوبية، والفساد، والدماء التي سفكتها هذه العصابة بحق الشعب هي السبب الأول مما نحن فيه اليوم، وغباء الشعب وجهله جعلة أداة تحركه هذه العصابة حسب الرغبة، والمصلحة، وجيش العائلة والحزب الذي بناه عفاش وشركائه طيلة حكمهم لليمن...

أصدقائي، تناسوا إيران الذي يتفق العالم أجمع أن لها اليد الأكبر في تدمير اليمن عبر أدواتها الحوثية.
وقطر وتركيا، وأدواتهم الإخوانية الإرهابية في اليمن التي لها اليد الطولى في الدمار الذي يحدث اليوم...

وفي الأول والأخير: لو أن هناك نظام دولة يحكم بالعدل، ويخاف الله في شعبه، ما وجدت الدول الخارجية أي ثقرة لتنفذ منها لتدمير أي بلد مهما كان وضعه.

وتذكروا دائماً: "إن الله ينصر الدول العادلة حتى لو كانت كافرة.