ادبــاء وكُتــاب


الخميس - 09 أغسطس 2018 - الساعة 01:45 ص

كُتب بواسطة : جمال الداعري - ارشيف الكاتب



"إسقاط حكومة بن دغر" أهم مخرجات بيان قوات المقاومة الجنوبية في يناير الماضي، تلتها الأيام التي حُددت كمهله للرئيس هادي بتغيير حكومة بن دغر.

بدأ الطرفان بالحشد العسكري ومضت مدة المهلة كاملة لتبدأ المعركة آنذاك، حاصرت قوات المقاومة الجنوبية قصر معاشيق أصدرت حينها الحكومة بيان استنجدت فيه الإمارات العربية صاحبة الحضور الأقوى للتحالف في عدن حد وصفها، وطالبت بالتدخل الفوري لوقف ما اسمته الانقلاب على الدولة والشرعية.
ليتبين بعدها أن للإمارت يد بهذه الحملة العسكرية؛ وأن الهدف من هذه المعركة كان مشترك، وتحت رقابة واشراف القوات الإماراتية.

تحقق من خلال تلك الأحداث الهدف الخفي للطرفين الا وهو تقليم أضافر الإخوان العسكرية في عدن، ليبدأ بعدها موسم الحصاد السياسي...

استطاعت الإمارت توضيف نتائج المعركة السياسية لصاحلها، وحصد ثمار المعركة السياسية لوحدها ولو بشكل بسيط. من خلال عملية التقارب مع الرئيس هادي عبر القطب المؤتمري في الشرعية ؛ تقارب مؤقت حذر ومشبوة، لا يعد سوى أبر مُهدئة لملفات شائكة وعميقة بين الإمارات والشرعية...

حالياً يقف في الطرف الآخر الانتقالي الجنوبي حائراً بين الضغط الجماهيري المطالب بوضع حد لهذا الحكومة التي عبثت بالمناطق المحررة وبين القيود المفروضة عليه من قِبل التحالف العربي.

يفقد الانتقالي الجنوبي حاضنته الشعبية ومصدر قوته شيئا فشيئا نتيجة صمته عن الوضع الاقتصادي والأمني الذي تمر به البلاد وأصبح أمام وضع لا يحسد عليه؛ الا أنه يملك خيارات أخرى غير الخيار العسكري ضد الحكومة التي جعلت من مشروعيتها الدولية سلاحاً قوياً تواجه به خصومها.

يستطيع الانتقالي الجنوبي اليوم الضغط إعلامياً على التحالف كأبسط الحلول لوضع حد للوضع الذي وصلنا إليه اليوم من خلال جهازه الإعلامي وقاعدته الجماهيرية الصلبة. عوضاً عن صمته الغير مبرر.

معركة الساحل الغربي أيضاً هي ورقة أخرى يستطيع الانتقالي توظيفها للضغط على التحالف؛ ولو أنه لا يمتلك خيوطها كامله

في الأخير: ألتزامات الانتقالي أمام التحالف لن تكون على حساب الهدف الذي وجد وفوّض من أجله؛ ليست أيضاً على حساب الآف الشهداء والجرحى ورصيد سنوات عجاف من الثورة والنضال الجنوبي المستميت..

#جمال_الداعري