كان عين الثورة منذ انطلاقتها، وعبر كاميرا جواله وثق الكثير من الأحداث الدامية ورصد انتهاكات الاحتلال ورصد بطولات الثائرين، حاول العدو مرارا و تكرارا النيل منه ومن عدسته لكنه لم يسْتَطيع، افنى سنين عمره خلف الاضواء وضل يعمل باخلاص وشجاعة وصمت، لم يرافقه الا أوائل الثوار ولَم يعرف بسالته وشجاعته سوى ابطال الجنوب المخلصين.
حمل الكاميرا مبكرا ورافق الثوار ثورتهم، انطلاقا من عدن مرورا بلحج وأبين و الضالع وشبوة وحضرموت، المهمة لم تكن سهلة لكنه كان عند مستوى التحدي، اصيب في ساحة الشهداء بالمنصورة، وحوصر في عدة مواقف تعرض للتشريد والأعتقال ابان عمله كـ مصور لقناة عدن لآيف، التي عمل فيها منذ انطلاقتها وحتى النهاية، لم تكمل المهمة هنا ... فقد اضهرت الحرب شجاعته وخبرته العسكرية و القتالية.
حين أعلن الحوثي النفير نحو الجنوب أعلن معظم قادة و ضباط الجيش الهروب نحو منازلهم الا علي عِوَض ترك الكاميرا جانبا و اتجه نحو جنازير الدبابات وَقّاد اقسى العمليات القتالية اندهش الجميع حين شاهدوا عين الثورة قائدا عسكريا من الطراز الرفيع، أمطرت قذائف دبابته ثكنات العدو و مزقت متارسهم وكان واحدا من صناع النصر دون منازع، رغم بسالته و تضحياته و بطولاته إلا انه لم يخرج من خلف الاضواء وضل يناضل بطريقته الصامته لم يتكلم عن نفسه ولَم يتحدث لآيف لكي يقول صورنا او ناضلنا او عملنا ضَل محافظ على ذلك الصمود و الهدوء حتى النهاية.
علي عِوَض اسم له ثقله و مكانته ورجل اشتهر بأخلاقه و تواضعه، وقائد صمد حين غادر معظم المهرجين، تخيل عزيزي القارئ بان ما كتبته ليس سوى قطرة من بحر ذلك الطود الشامخ و القائد الهمام ورغم ذلك انتهت الحرب و اغلقت عدن لآيف بثها ترك سلاحه وعدسته جانبا و عاد إلى منزله بخور مكسر دون جاه ولا سلطان، وكل ما يملكه تكسي يعيل خلاله أسرته يقف به كل صباح امام أسواق خور مكسر متحملا ارتفاع المشتقات وحرارة الشمس مرتديا عزة النفس وشموخ الكرام ولسان حاله الوطن كـ الام واجبنا ان نعطيه كل ما نملك دون مقابل فيكفينا انه بخير، سننصره بكل وقت وكل حين.
