البعد السياسي

حديث هادي عن الشهيد الحمادي.. إنصاف أم تشفٍ!!

الأحد - 22 مارس 2020 - الساعة 12:48 ص بتوقيت اليمن ،،،

لم يلتفت الرئيس هادي إلى القائد البطل عدنان الحمادي في حياته؛ بسبب الحواجز الحاجبة التي وضعها سدنة الرئاسة، وحالوا بينه وبين ذلك، على الرغم من البطولات العظيمة التي سطّرها الحمادي مؤسس نواة الجيش الوطني وصاحب الطلقة الأولى في مواحهة الانقلاب.

لكن سدنة الرئاسة أنفسهم لم يكتفوا بسماع خبر اغتيال القائد الحمادي، بل انتظروا إلى يوم أن تم دفن جثمانه ليسمحوا لهادي ببصيص نظرة ومحاولة ما يعتقده الرجل أنه تسجيل موقف، حيث أصدر قراراً جمهورياً بمنحه وسام الشجاعة وترقيته إلى رتبة ”لواء”.

هادي قال في الحمادي بعد موته ما كان يجب عليه أن يقوله في الرجل خلال حياته، كنوع من الإنصاف لرجل استثنائي حافظ على شرفه العسكري حين تهاوت الرتب العسكرية أمام حشود الميليشيا التي داهمت المدن والأرياف، وأنقذ ما تبقى من وطنية الجيش ليبني نواة جيشنا الوطني الذي يمثل الوطن والشعب.

على حين غفلة تذكَّر هادي -كما ورد في ديباجة قراره الجمهوري- العمل البطولي الذي قام به الشهيد العميد/ عدنان محمد الحمادي في معركة الشعب والوطن ضد عصابات الانقلاب البائدة دفاعاً عن الوطن ومكتسبات الشعب اليمني، وإسهاماته الكبيرة طوال مسيرته العسكرية لخدمة أمن واستقرار الوطن.

كما تذكر، أيضاً، دوره الريادي في تشكيل نواة الجيش الوطني وإطلاق شرارة المقاومة في محافظة تعز الباسلة ضد المليشيا الانقلابية لدفن مشروعها الإمامي الظلامي والكهنوتي المتخلف، وكذا دوره القيادي في معارك تحريرها وملاحم الذود عنها من المليشيا الحوثية الإيرانية، وكل البطولات التي قام بها في مسيرة معركتنا الوطنية للحفاظ على الثورة والجمهورية وطموح أبناء الشعب في اليمن الاتحادي الجديد.

موقف هادي هذا قوبل باستنكار واستهجان المقربين من الحمادي ومحبيه، خاصة ممن عرفوا عن قرب تعامل الرئاسة مع الشهيد الحمادي أثناء حياته، حيث اعتبروا موقفه اليوم بمثابة الشماتة والاستخفاف أكثر من كونه موقفاً مسؤولاً يعبر عن الاعتزاز والتقدير، خاصة أن دور الرئاسة والرئيس هادي لا يزال دوراً سلبياً من قضية الحمادي الذي تعرض لعملية اغتيال جبانة داخل منزله مطلع ديسمبر الماضي.

الناشط أحمد سعيد الوافي -وهو من أبرز المقربين من الشهيد الحمادي- خاطب هادي بالقول ”لو كنت تريد أن تقلده وسام الشجاعة فكن شجاعا أنت بقدر شجاعته وحرك قلمك وأبعد القاتل من منصبه من جوارك، أبعد علي محسن القاتل ومساعده في القتل عبدالله العليمي، ووجه بتسليم أدوات القتل الذين ذُكروا في محاضر جمع الاستدلالات ضياء الحق إدريس، وعدنان رزيق، اللذين كانا أدوات تنفيذ لمن أمر، وسلم المدعو خالد فاضل الذي جاء بقرار سري غير معلن للمحور للتخطيط لإدارة عملية الاغتيال واحتواء تداعيات عملية الاغتيال بعد تنفيذها، سلم رجل القاعدة "سالم" العائد من أفغانستان وكل معاونيه الذين وقفوا في طريق هذا الشجاع الذي أطلق أول طلقة تدافع عن شرعيتك وأنت تتخفى من مكان إلى مكان لتلوذ بنفسك تاركاً شعبك يواجه مصيره في مواجهة الانقلاب”.

وأضاف الوافي، مخاطباً هادي: ”إن الرتبة التي منحتها للشهيد البطل رتبة لواء هو يستحقها وفقاً للقانون وليس فضلاً منك ولا لك منَّة، ولو كنت تعرف ما شرف العسكرية وتريد أن تكرم الشهيد وكل رفاق سلاحه الذين وهبوا أرواحهم فداءً للوطن، أعلن إلغاء كل الرتب التي منحتها أنت والخائن لشرف العسكرية علي محسن الأحمر، وبصورة غير قانونية، لكل الموجهين والمدرسين وأعضاء القاعدة والمشايخ وأطفال مسؤولي الشرعية، لا تستخف بنا مجدداً وتحاول تخدير الناس لتأتي بقرار تعيين لتابعين للقتلة للسيطرة على اللواء الذي يرى الناس فيه نموذج الجيش الوطني الذي لم يتشكل بعد”.

وكان الشهيد القائد عدنان الحمادي قد تعرض خلال حياته لحرب ممنهجة من قبل الرئاسة اليمنية، وقد وصلت هذه الحرب إلى كل تفاصيل حياة القائد، فقد أفاد لــ(مدى برس) أحد العسكريين من رفقاء الشهيد، والذي طلب التحفظ على اسمه، أن الشهيد الحمادي أخبره أن الرئيس هادي كان قد وجه بمنحة دراسية لابن القائد الحمادي المتفوق دراسياً، غير أن مدير مكتبه عبدالله العليمي قام بإخفاء التوجيه ورميه في الأدراج لتمر سنوات دون أن يلتحق ابن القائد بالجامعة، حتى قامت إحدى ناشطات منظمات المجتمع المدني بتوفير منحة لابن القائد للدراسة في جمهورية مصر العربية.

وكان قائد اللواء 35 مدرع عميد ركن عدنان الحمادي، قبل اغتياله بأسابيع، كشف عن ضغوط كبيرة تمارسها قطر وأدواتها داخل الشرعية لإصدار قرار بإقالته من قيادة اللواء 35 مدرع، لافتاً إلى تزامن ذلك مع شن الإعلام الممول من قطر حملات تحريضية وتخوينية ضده شخصياً وضد اللواء؛ بهدف تهيئة الرأي العام لتقبُّل قرار الإقالة.

الحمادي، الذي كان يتحدث لأحد المواقع الإخبارية، أشار إلى أن هذه التحرُّكات التي تقوم بها بعض القيادات في الشرعية تؤكد أن قطر تريد -عبر أدواتها- السيطرة الكاملة على القرار داخل الشرعية وإضعافها من الداخل لخدمة الانقلابيين في إطار أجندة يتم التنسيق لها من قبل قطر مع إيران وعمان.

حديث الحمادي هذا يشير إلى جملة من الاستهدافات التي تعرض لها اللواء 35 مدرع من داخل قيادة الشرعية نفسها وتحديداً من أدوات قطر ممثلة بعلي محسن وعبدالله العليمي، والغريب أن كل تلك الاستهدافات حدثت في ظل صمت هادي الذي تحدث عن الرجل بإنصاف، لكن بعد مماته.


*نقلا عن موقع مدى برس