البعد السياسي

مخاوف تقلق الإصلاح من تكرار نكسة الجوف في تعز

الخميس - 05 مارس 2020 - الساعة 07:36 م بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع/مدى برس:

يبدو أنَّ حزب الإصلاح -فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن- بات يدرك أنَّ نوايا الحوثيين في توسيع رقعة انتصاراتهم على حساب إخفاقته، لن تتوقف عند ابتلاع المليشيا لمحافظة الجوف، وقد يضفي الحوثي محافظة جديدة إلى سلة انتصاراته، قد تكون تعز أو مأرب، حيث معاقل الإخوان، وحيث يجد الحوثي ضالته في "جيش" يترك المعركة دون قتال، هو "جيش الإخوان".

عندما كانت معارك نهم على أوجها الشهر الماضي، كانت الظنون تعتقد أن صنعاء اقترب موعد تحريرها بعد سنوات من فقدان الآمل في ظل جمود عسكري مشكوك فيه، لكن المعادلة انقلبت في ظرف يوم عندما ترك الإخوان المديرية لقمة سائغة للمليشيا، على الرغم من العتاد العسكري الضخم الذي كان يكفي للوصول إلى عمران، كما يقول خبراء عسكريون، ثم سرعان ما انفتحت شهية المليشيا لابتلاع المزيد من الأرض أمام تراجع مستمر لقوات الإصلاح الذي ظل يبرر الفشل ب"الانسحابات التكتيكية".

في تعز، ومنذ صبيحة سقوط الجوف، تسود الإخوان مخاوف من موقف عسكري مفاجئ للحوثيين قد يفضي في حال استمر الفشل إلى إسقاط المحافظة التي لا تزال أغلب مناطقها تحت سيطرة المليشيا، ومنافذ مدينتها كافة تحت الحصار، ما عدا المنفذ الغربي، الذي يتزود السكان من خلالها بالطعام والاحتياجات والوقود.

القوات الإخوانية المكدسة في مدينة تعز بعيداً عن الجبهات، لا تزال رابضة في مكانها دون تحريك ساكن، وسط أنباء تتحدث عن نقص في المقاتلين بالجبهات المشتعلة في المدينة، وتحشيد ضخم للحوثيين من اتجاه الغرب لقطع شريان المدينة الوحيد تمهيداً لأي عمل عسكري واسع.

حملة أمنية خرجت، مساء الأمس، واستمرت لساعات ثم انتهت، حاول من خلالها الإصلاح طمأنة الناس المستائين من توقعات السقوط أنه اتخذ إجراءات أمنية احترازية استعداداً لمواجهة أي طارئ، أو هجوم محتمل لمليشيا الحوثي، التي تحولت من موقف الدفاع إلى الهجوم بفعل الإخفاقات المتكررة لقوات الإصلاح، والاتفاقيات المبرمة سراً بين الحوثيين والإخوان، والتي مكّنت المليشيا من إعادة التموضع وترتيب الصفوف ثم التحوُّل فجأة إلى موقف الهجوم.

مصادر موثوقة أخبرت "مدى برس" أنّ قيادة محور تعز التي يستولي عليها الإصلاح، كثفت من اجتماعاتها السّرية خلال الأيام الماضية، وبدأت تستشعر خطراً حوثياً داهماً قد ينهي انتصارات تحققت منذ خمسة أعوام على أيدي المقاومة الشعبية والمقاتلين السلفيين؛ لكنها أشارت إلى عدم وجود أي ترتيبات عسكرية جديدة تتماشى مع طبيعة الموقف والتغييرات.

ويعتقد مراقبون، أنّ الإصلاح يتحمل كامل المسؤوليات عن سقوط الجوف والتهديدات التي باتت تحيط بمأرب، كونه استفرد بالموقف العسكري هناك، وأقصى القيادات الوطنية من مهامها، موظفاً أتباعه في مهام قيادية لا يفقهون عنها شيئاً، وهو ما مكّن الحوثيين من كل هذه المكاسب على حساب جيش لا أثر له إلا في كشوف الرواتب.