صحافة استقصائية

مرضى الغسيل الكلوي في عدن ..أموات يصارعون الحياة «تحقيق مصور »

أحد مرضى الغسيل الكلوي في مستشفى الجمهورية

الثلاثاء - 23 يناير 2018 - الساعة 02:39 م بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع : خاص

 





تتعد أسباب المعاناة ويبقى الموت واحداً.. وبين الحياة والموت غسلة واحدة والحصول عليها يعني بذل الكثير من الجهد والكثير من الوقت ، وبالنسبة للعشرات  من مرضى الغسيل الكلوي فأن انتظار الموت أهون مئات المرات من انتظار مواعيد الغسيل الغير منتظمة في مشافي عدن الثلاثة .


عجز الحكومة ووضع البلاد السياسي انعكس بشكلً سلبي على مرضى الكلى ، الذين يجدون أنفسهم أمام خيارات ضيقة ، جعلتهم اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على الحرب  أكثر  عرضة للموت من أي وقتً مضى ، حتى وقد  حصدت الحرب هي أيضاً ارواح العشرات من المرضى ، نتيجة إغلاق المشافي وانعدام المواد اللازمة ، ومن بقي منهم اليوم مضافاً إليهم الأعداد القادمة من خارج المحافظات الجنوبية ، تهددهم كوابيس الإهمال الحكومي ،وقصور الدعم المقدم من بعض المنظمات الدولية والعربية .

 

البعد الرابع ومحاولة منها تسليط الضوء على معاناة هذه الشريحة ، قررت زيارة مستشفى الجمهورية قسم الغسيل الكلوي ، وهناك عايشت صنوف المعاناة التي يعيشها العشرات من المرضى .

وللقرب أكثر من الحقيقة ألتقينا بمدير مستشفى الجمهورية الدكتور  أحمد سالم الجرباء الذي تحدث للبعد الرابع بحرقة ، مستعرضاً  الوضع العام للمستشفى الذي مر بالعديد من المراحل وواجه الكثير من الصعوبات خصوصاً خلال السنوات الثلاثة الاخيرة .

يقول الدكتور أحمد في مستهل حديثة :مشكلة مرض الغسيل هي موجودة الآن ومستفحلة ،لكني أخاف من المستقبل لأنه لا توجد لدينا سياسة واضحة حول التعامل مع مرضى الفشل الكلوي وهذه السياسة مسؤول عنها الجهات العليا التي تحدد سياسات الدولة الصحية .

الجرباء يقول :عندنا مرضى فشل كلوي من كل المحافظات ويتساءل هل الدولة ملتزمة بعلاج الناس كلهم وعلى نفقتها الخاصة وإلى ما لا نهاية ؟ أم الدولة ستعالجهم لفترة معينة وبالتالي جهات أُخرى تتولى معالجتهم ؟ ويجيب الدكتور على تساؤله إذا كانت الدولة من سيفعل ذلك عليها أن تعتمد الامكانيات المالية اللازمة لأن لدينا الآن مشكلة حقيقية في اليمن تكمن في تزايد أعداد مرضى الفشل الكلوي نتيجة لأسباب مختلفة الجميع يعرفها من جهة ،  والأمر متعلق في أن مرضانا يعتقدون وللأسف الشديد أن كل العلاج يتمحور حول الغسيل الكلوي فيما ان الغسيل هو إجراء مؤقت لمدة زمنية قد تكون 3 أشهر بهدف الحفاظ على حياة المريض حتى يتمكن من إيجاد المتبرع وبالتالي يجري عملية زراعة في اليمن يستمر المريض سنة إلى 15 سنة وهو يجري الغسيل الكلوي والنتيجة أزدياد أعداد المرضى فيما الموازنة المالية هي ذاتها لا تلبي التطورات في حجم المرضى من جهة ثانية .

وحول الصعوبات المالية يقول مدير مستشفى الجمهورية :عندنا اعتماد مالي لغسيل كلى عدد 18 الف جلسة في السنة ،فيما الآن نجري 25 ألف جلسة في السنة ويتضح هذه السنة أن لدينا 7 الف جلسة عجز وقيمة الجلسة الواحدة تكلف 44 دولار ويكون العجز المالي 308000 ألف دولار في السنة وعلية يكون هذا الرقم في العام القادم مضاعف ، ما يعني ان على الدولة ان تكون لديها سياسة واضحة بهذا الشأن .







 

 

وحول باقي المشاكل يواصل الجرباء حديثة ويقول : المشكلة الثانية ماهي أسباب ارتفاع أعداد مرضى الفشل الكلوي  باستمرار؟ ، والمشكلة الثالثة عجز في مراكز الغسيل الكلوي  وعندنا أكثر من مركز في عبود والصداقة وكلاهما وفقا لإفادات الزملاء في المركزين لا توجد لديهم اعتمادات ويواجهوا صعوبات كبيرة في تسيير الأعمال.

 أضف إلى ذلك أن المحافظات حول عدن لا يوجد فيها مراكز لا في لحج ولا الضالع ولا يافع ولا أبين كل الحالات في تلك المحافظات تأتي لدينا ومع أوضاع تعز كما يقول الجرباء باتت تأتي إليهم حالات من تعز ومن إب والمخا والبيضاء ، فيما مركز الجمهورية قدراته الفنية والأيدي العاملة والأجهزة والميزانية محدودة نحن المركز الوحيد في العالم الذي يفتح أبوابه على الساعة الخامسة صباحا ويغلق الساعة 12 ليلاً وبنفس القوة البشرية والامكانيات كلة من أجل أن لا يموت المرضى .

أما حول المشاكل الأخرى يقول الدكتور أحمد أن هناك جهات أخرى تبحث عن الربح من خلف مرضى الغسيل الكلوي ونهب المال العام المخصص لمرضى الفشل ، هذه الجهات بحسب مدير المستشفى يريدون تحويل موازنة قسم الغسيل الكلوي  إلى  قنوات أخرى ليس لها علاقة في الأمر، ووجه الجربا  مناشدة للحكومة يحثها على الحافظ على المخصصات العامة لمرضى الفشل الكلوي رغم العجز كي تصرف في طريقها الصحيح .

إلى هنا لم تنتهي المأساة ، البعد الرابع سينشر بقية حديث مدير مستشفى الجمهورية على شكل حوار ، فيما سننشر تفاصيل باقي المادة على شكل تقرير قادم ، بحيث يمكننا توصيل حقيقة المعاناة الكاملة التي يتعرض لها مرضى الغسيل الكلوي ، لعل رسائلهم تدق أسماع الجهات المعنية ،  لإنهاء هذه المعاناة الطويلة وحلها بشكل جذري.