صحافة دولية

من هو جمال خاشقجي؟

السبت - 20 أكتوبر 2018 - الساعة 05:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع : ارام نيوز


تصدر اسم الكاتب والصحفي السعودي البارز، جمال خاشقجي، عناوين الصحافة العالمية مع بدايات الشهر الجاري الذي انقطع فيه الاتصال بالرجل عقب دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول التي قدمها من واشنطن حيث يقيم منذ نحو عام.

ومع إعلان الرياض لوفاة الإعلامي المخضرم بشكل رسمي، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، لايبدو أن اسمه سيغيب عن التداول مع استمرار التحقيقات في القضية التي تم توقيف 18 شخصاً متهماً فيها لحد الآن.

ولد جمال أحمد حمزة خاشقجي لعائلة عريقة في المدينة المنورة في العام 1958 (60 عاماً)، وتوج مسيرته التعليمية بدراسة الصحافة في جامعة إنديانا الأمريكية قبل أن يبدأ مسيرة مهنية امتدت على مدى أكثر من 30 عاماً.

بدأ خاشقجي حياته المهنية كمراسل صحفي، وعمل في البداية مراسلاً للصحيفة السعودية الناطقة بالإنكليزية “سعودي جازيت”، وفي الفترة من 1987 إلى 1990 عمل مراسلا لصحيفة “الشرق الأوسط” وصحيفة “أراب نيوز” السعودية الصادرة بالإنكليزية، وعمل لمدة ثماني سنوات مع صحيفة “الحياة”.

لمع اسم خاشقجي في تغطية أحداث أفغانستان والجزائر والكويت والشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي، ليصبح واحداً من أشهر صحفيي بلاده.

وفي عام 1999 عين نائباً لرئيس تحرير “أراب نيوز”، وفي 2003 أصبح رئيساً لتحرير صحيفة “الوطن” الإصلاحية، لكن لم يمر شهران على تعيينه، حتى تمت إقالته من هذا المنصب دون تحديد السبب بشكل واضح.

أصبح خاشقجي بعد ذلك مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل، سفير المملكة في لندن الذي عين لاحقاً سفيراً لها في واشنطن، قبل أن يعاد تعيينه في رئاسة تحرير صحيفة “الوطن” في 2007، حتى إقالته في العام 2010.

في العام 2010، تم اختياره ليكون مؤسس ورئيس تحرير قناة “العرب” الإخبارية المملوكة للأمير ورجل الأعمال السعودي المعروف، الوليد بن طلال، وبعد أن أنجز مهمته وبدء بث القناة من المنامة، تم إيقافها عقب بث أول نشرة أخبار أغضبت حكومة البحرين فيما يبدو، قبل يقرر مالكها بداية العام 2017 إغلاقها نهائياً بعد فشل إعادة بثها من عواصم مختلفة.

وحتى عندما لا يكون في منصب إعلامي، يظهر خاشقجي على الدوام في الفضائيات العربية والأجنبية كمعلق على الأحداث في المنطقة، بجانب ما يكتبه في الصحافة من مقالات رأي، لاسيما في صحيفة “الحياة” السعودية، وبالإضافة لما يدونه في حسابه بموقع “تويتر”.

وفي العام 2016، استعانت به مجموعة قنوات “روتانا” لمحاورة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لصالح إحدى قنواتها، للاستفادة من خبرته المهنية ولعلاقاته الواسع والوثيقة في تركيا ومع كبار مسؤوليها.

ولخاشقجي ثلاث كتب تلخص تاريخه المهني ونظرته للأحداث والقضايا المختلفة في المنطقة، وهي كتاب عن علاقات بلاده مع واشنطن بعد أحداث سبتمبر/أيلول بعنوان “علاقات حرجة – السعودية بعد 11 سبتمبر” و كتاب عن موجة ثورات الربيع العربي بعنوان “ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين” و كتاب عن العمالة الأجنبية في السعودية بعنوان “احتلال السوق السعودي”.

تأزمت علاقته ببلاده في نهاية العام 2017 بالتزامن مع اعتقالات طالت عشرات الكتاب والمدونين ورجال الدين الذين تتهمهم الرياض بالعمل على تهديد أمنها، إذ انتقد تلك الاعتقالات، قبل أن تتوقف صحيفة “الحياة” عن نشر مقالاته ليقيم في واشنطن، ويبدأ بنشر المقالات في صحيفة “واشنطن بوست” متبنياً خطاباً ناقدا لسياسة بلاده في الداخل والخارج.

انتهت مسيرة خاشقجي في اسطنبول يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018 بعد اختفائه وانقطاع الاتصال به ظهر ذلك اليوم، حيث دخل قنصلية الرياض هناك لاستخراج أوراق رسمية، لكنه لم يظهر بعد ذلك التاريخ، قبل أن تعلن النيابة العامة السعودية، اليوم السبت، وفاته.