أخبار وتقارير

تعز: مؤسسات الدولة تستعيد اعتبارها

الجمعة - 14 سبتمبر 2018 - الساعة 12:13 ص بتوقيت اليمن ،،،

البعد الرابع:تقرير خاص


يوم أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية قرارًا جمهوريًا بتعين الدكتور أمين محمود محافظًا لمحافظة تعز في ديسمبر الماضي، كانت الفوضى وحدها المسيطرة على المدينة، الاغتيالات تحصد يوميًا أرواح أفراد الشرعية، ومؤسسات الدولة شبه منعدمة وعاجزة عن تقديم خدماتها للسكان، ورواتب الموظفين غير منتظمة، والضواحي الشرقية للمدينة ممنوعة على المدنيين الذين يخشون من العناصر المتواجدة بداخلها، بعبارة أخرى فوضى أمنية وخدمية ووضع معيشي متردي جراء انقطاع رواتب الموظفين وعدم انتظامها على الرغم من توجيه هادي قبل تعين محمود بالتعامل مع المدينة بأنها مدينة محررة وصرف المرتبات للموظفين في القطاع المدني فيها.

ولا يجادل أحد، بأن مهمة صعبة كانت تنتظر محافظ تعز كان الأخير مدركًا لها، عقب أداء اليمن الدستورية، من خلال ثلاث نقاط تصدرت برنامج عمله خلال المرحلة القادمة سيواجه بها المشكلات التي تعصف بالمدينة، هي إعادة بناء الوحدات العسكرية على أسس وطنية سليمة، وإعادة بناء المؤسسة الأمنية وتفعيل دور الشرطة في حفظ النظام والقانون، وإعادة مؤسسات الدولة المدنية للعمل وتفعيل دور النيابة العامة والسلطة القضائية وتفعيل دور الأجهزة الرقابية والمحاسبية للقيام بواجباتها بما يكفل ممارسة مهامها في نطاق اختصاصها، ضف إليها، العمل على انتظام مرتبات موظفي القطاع المدني في المدينة، والاسراع في تحرير ما تبقى من المحافظة ورفع الحصار عن عاصمتها.

وبعد تسعة أشهر، يبدوا واضحًا أن حال المدينة اليوم يختلف عن حالها قبل تسعة اشهر، يبدوا ذلك، بعودة الأمن للمدينة وتسليم مؤسسات الدولة من قبل الألوية العسكرية، ورواتب الموظفين التي تعهد محافظ المحافظة عند تعينه بانتظامها، منتظمة، وانتهت عمليات الاغتيالات التي تستهدف أفراد الشرعية في شوارع المدينة.

قال مصدر واسع الاطلاع في المدينة، أن محافظ المحافظة الدكتور أمين محمود يمشي بخطى ثابتة في تحقيق برنامجه الذي تعهد بتحقيقه عند تعينه محافظًا للمحافظة، موضحًا أكثر، أن المحافظ بدء اولًا بالعمل على انتظام رواتب الموظفين في المدينة، إلى أن تحقق ذلك، مضيفًا أنه توجه بعد ذلك، إلى إعادة ترسيخ الأمن في المدينة والقضاء على خلايا الاغتيالات في المدينة، فقام بعد اجتماعات عديدة باللجنة الأمنية بتوجيه وحدات الجيش والأمن بتأمين الضواحي الشرقية للمدينة والقبض على الخلايا المتهمة بالوقوف وراء عمليات الاغتيالات التي تستهدف أفراد الشرعية في المدينة.

وتمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية من تأمين المدينة والضواحي الشرقية ، لتنتهي عمليات الاغتيالات التي تستهدف أفراد الشرعية، ويعود الأمن والاستقرار للمدينة، بعد انتشار القوات الخاصة والشرطة العسكرية، إلى جانب وحدات أمنية وعسكرية أخرى في شوارع المدينة، وفق ما أورده المصدر، الذي أزاد، أن محافظ المحافظة توجه نحو إعادة تفعيل المؤسسات القضائية والخدمية وإعادة بناء الأجهزة الأمنية في المدينة، مشيرًا إلى نجاحه في تحقيق ذلك، مُفيدة بعودة النيابة للعمل، وعودة المؤسسات الخدمية إضافة إلى تشكيل الأجهزة الأمنية وانتشارها في المدينة.

وبنجاحه في إعادة الأمن وتفعيل مؤسسات الدولة، توجه محافظ المحافظة وفق المصدر، نحو إعادة ترميم مؤسسات الدولة تمهيدًا لعودة إداراتها للعمل من مقراتها، وإخلاء مرتفعات المدينة من الوحدات العسكرية والأسلحة الثقيلة لتأمين المدينة من القصف والمواجهات بين فصائل الشرعية والتي تعرض حياة سكان المدينة للخطر.

ويؤكد المصدر، إخلاء مرتفعات المدينة من الوحدات العسكرية، مبرهنًا على ذلك، أن الوحدات العسكرية سلمت منتزه الأخوة، وقلعة القاهرة، ومبنى الأمن السياسي، ومنتزه الشيخ زائد، ونادي تعز السياحي، لوحدات امنية وعسكرية تتوالى حمايتها وتم إخلاء المرتفعات من كافة الأسلحة، إضافة إلى إخلاء شوارع المدينة وعديد مربعات في المدينة من الوحدات العسكرية وتسليمها لقوات الشرطة العسكرية والنجدة والأمن العام لحمايتها، وإزالة جميع النقاط العشوائي في الخط الرابط بين العاصمة عدن والمدينة.

كذلك، أكد المصدر، انطلاق مشاريع ترميم شوارع المدينة، والمؤسسات الحكومية التي تدمرت بسبب حرب جماعة الحوثي على المدينة، مُفيدة باستكمال ترميم مبنى المالية شرقي المدينة ومباني أخرى، إلى جانب استمرار ترميم منشآت ومدارس حكومية، إضافة إلى انطلاق عمليات ترميم شارع الجامعة في منطقة الدحي، وشارعي جمال والعواضي، وتوسعة شارع جمال المركزي- ديلوكس وسط المدينة.

وقال وكيل المحافظة للشؤون الفنية المهندس مهيب الحكيمي أنه جاري العمل في صب البلاطات الخرسانية في شارع الجامعة للمناطق التي تقع في مصب السيول ، مضيفًا "أن مواصفات الترميمات للشوارع تتضمن اعمال الترميم بالاسفلت واعمال صب الخرسانات خفيفة التسليح من خلال عمل متكامل".

وبعد كل ما سبق، يبدوا أن المدينة استعادة الحياة، بعودة الخدمات واستعادة الأمن وتأمين المدينة، وانتظام رواتب الموظفين، وانطلاق عمليات ترميم المنشآت المدمرة، استعادة اعتقد المصدر، أنها ضرورية قبل انطلاق معركة استكمال تحرير المدينة، ذلك أن تقديم نموذجًا حقيقًا للدولة قبل انطلاق عملية التحرير هو خيارًا جيدًا، سيدفع أبناء المدينة للالتفاف حول الشرعية ومساندتها في المدينة.