ادبــاء وكُتــاب


الإثنين - 21 مايو 2018 - الساعة 11:50 م

كُتب بواسطة : سعيد عباس الدريمين - ارشيف الكاتب




26 مارس 2015 كان يوم إعلان تدخل دول التحالف بعاصفة الحزم، فتم قصف قوات الجمهورية اليمنية تحت ذريعة عودة الشرعية ومحاربة الانقلابيين الحوثيين وصالح ..
كان تدخل دول التحالف دون تفويض من هادي كما يروج له الإعلام، والدليل المقابلة التي أجرتها احد القنوات الفضائية واعترف بها هادي أنه لم يكن يعلم بعاصفة الحزم إلا بعد القصف...
نحن الأن بعد ثلاث سنوات وعدة أشهر ولم يحقق التحالف أي نصر مقارنة مع الأموال والخسائر التي قدمها التحالف للقوات الشمالية والتي أطلق عليها قوات الشرعية ؛ بل أصبح التحالف مصدر استنزاف من قبل الشرعية أكانوا في الحكومة أو الجيش أو المقاومة الشعبية ..

أما الجنوبيون فقد استبشروا خيراً بعاصفة الحزم فحققوا انتصارات على أرض الجنوب وحرروا أرضهم وقدموا الشهداء والجرحى ودُمرت البنية التحتية بالجنوب شبه كامل ولم يبالي الجنوبيون بذلك على أمل تحقيق الهدف السامي لشعب الجنوب وهو الاستقلال .

لكن التحالف يبدو أن سياسته منسجمة مع الاحتلال الشمالي للجنوب بابقاء الجنوب خراب بلا اعمار وفي انشاء مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش والأمن . بل إن التحالف يبدو مستفيداً من خراب البناء المؤسسي بالجنوب ..
فانشاء مؤسسات حكومية عسكرية ومدنية سوف يكون بمصلحة الجنوبيين وهذا مالم يكن مرغوب به من التحالف ..
أما تشكيل المجلس الانتقالي وتحت دعم دولة الإمارات كل ذلك مخطط له من التحالف ليكون سيف تهديد بيد التحالف ضد الحوثيين خاصة والشماليين عامة وهذا أمر واقع ومعترف به سياسياً .. لكن مع ذلك كان على القوى الوطنية والمقاومة الجنوبية استغلال هذه الفرصة لرص الصفوف لدى الجنوبيين وتُوحد لملمت الشمل الجنوبي وهذه تعد خطوة متقدمة تحسب للمجلس الانتقالي ...

التناقض الذي يبدو بين الامارات والشرعية وتظهر في الشاشة المملكة العربية السعودية خارج هذا التناقض أو أنها على النقيض من موقف الإمارات .. هذا مجرد لعب أدوار وصناعة أزمات تلهي الشارع الجنوبي عن هدفه السامي وهو الاستقلال هذا من جهة ومن جهة أخرى جعل الشارع العام في صراع سياسي يستبعده عن مطالبه الحقيقة في توفير الخدمات الضرورية من ( إعادة الإعمار .. والمرتبات والكهرباء والماء وغيرها ) والأمر من ذلك هو أن يعيش الجنوبيون في حالة فقر مدقع فمن خلال ذلك يمكن استقطاب الجنوبيين والزج بهم بحرب استنزاف في المخا والحديدة والراهدة والبقع وصعدة مأرب .. لكن في الحقيقة هذا الاستهتار بأرواح الجنوبيين سوف يأتي يوماً ويتحمل وزرها المجلس الانتقالي بكل قياداته وإلى جانبهم بعض القيادات العسكرية وفي مقدمتهم هيثم قاسم طاهر وابو زرعة المحرمي وغيرهم .. اما القيادة الدينية السلفية الجنوبية فهم يحاربون تحت عقيدة محاربة المد الشيعي الفارسي .. وهذا غسيل دماغ بعقولهم متناسين أن الشيعة لابد من التعايش معها طال الزمن أو قصر وأن الشيعة تعيش في قلب المملكة العربية السعودية. والعراق وسوريا ولبنان ولايمكن أن نقول لا وطن لهم لا البحر كما قيل لإسرائيل من قبل ..

كل المؤشرات التاريخية الماضية والحاضرة تدل أن التحالف لن يكون في المستقبل القريب مع هدف استقلال الجنوب إلا في حالة واحدة وهو استمرارية هزيمة التحالف أمام الحوثيين ..
لهذا على المجلس الانتقالي والقادة الجنوبيين التي أغرتها أموال الامارات وهم اليوم يخوضون الحرب بأرض الشمال والحكم عليهم حكم المعتدي على أراضي الغير كما انهم لن يفلتوا من غضب الامهات والنساء الأرامل والأطفال اليتامى الجنوبيين فهم من غرروا على شباب الجنوب فحصدت أرواحهم خارج أرض الجنوب . ان يدرك هؤلاء ان التحالف بالساحل الغربي يريد تكرار تجربة عام 1934 مع الإمام يحيى .. والتي انتصرت فيها السعودية وبريطانيا بالسيطرة على الحديدة ... والحقيقة الزمن تغير والسلاح تغير .. والمسافة من باب المندب الى الحديدة طويلة جدا ولابد أن يكون هذا في تخطيط الحوثيين وسوف يكون الخاسر على الأرض الجنوبيين من شهداء وجرحى لانهم هم وقودها . أما طارق عفاش فهو بعبع ضد الأخوان المسلمين من حزب الاصلاح من صنيعة التحالف وإنما اتخذ من ذلك وسيلة تبرر الغاية فطارق مصيره الفشل فقد قتل صالح وسط صنعاء ولم تنهض قبائلها ومؤتمرها وتاريخ طاريق معروف لدى الشماليين لا خير فيه ،
اما ملامح الحرب واضحة أن الشماليين كافة غير راضين عن تدخل التحالف والدليل إن الاصلاح يصف الإمارات بالمحتل لأرض الجنوب ... وبهذا يتفق الإصلاح مع الحوثيين 100%
...