ادبــاء وكُتــاب


السبت - 02 يوليو 2022 - الساعة 01:06 ص

كُتب بواسطة : دليل يوسف - ارشيف الكاتب



إنها الذكرى الأولى لرحيل الرفيق والصديق " مثنى علي الباقص " ، الشاب الثلاثيني ، أحد موظفو مكتبنا في عدن ، طيلة ست سنوات ..

من افضل واروع سائقي المركبات الذين عرفتهم، ورافقتهم في السفر والرحلات ،قادنا والطاقم لمعظم محافظات البلد ، لتغطية الأحداث ، وبعض جبهات القتال، ذهاباً وعودة دون أي ضجيج، أو عارض ما.!
رغم سرعته الخياليه في القيادة ،وتركيزه اللامتناهي بالمنعطفات، ومخاطر الطرق ، إضافة لهوسه بقضم القات، وسماع صوت ابوبكر ، من تريم الغناء بحضرموت ، إلى الضالع، إلى الدريهمي ، والمخا، في الساحل الغربي، يجعل من عناء السفر ومخاطر العمل الميداني، كأنك في نزهة ترفيهيه، تأبى النسيان مع تقادم الايام ..

في اول ذكرى لرحيلك المؤلم ، صديقي "مثنى" اخبرك انك شكلت هالة من الحزن في أعماقنا ، شكلت فراغ كبير في مقعدك الذي ادمنته، وكنت خبيره القيادي، والانموذج الماهر ،في تعاطيه مع مركبته وتعاملاته بين زملائه ..
ماذا اخبرك أكثر يا رفيقي ،احدثك عن خذلاني لك، وتقصيري في حق ابنتك "مايا" بالسؤال عنها والاطمئنان عن صحتها، أم خذلاننا جميعاً من قبل الجهات المعنيه، التي انتميت إليها وعملت بكل وفاء وحب، وانتهيت ....

تعود ذكرى رحيلك، تذكرني بإجمل الأوقات التي قضيناها معاً، سفر ومقيل ونوم ، في مقر شركتنا وفي محطات إقامتنا بين المدن ..
اتذكر رحيلك الموجع ، ومرافقتي جثمانك الطيب، والطاهر ، إلى مسقط رأسك ..
يا للوجع كيف لي ان استقبل والدك الشهم، القوي الصابر ..رغم الم المصاب ، الا أنني شعرت بحضنه الدافئ، وانا اصافحه ، وهو يردد "قضاء الله وقدره يا ولدي .. والد مكلوم ، نتيجة فقده المثنى ..لكنها الرجوله والرضا ،بقضاء الله وقدره ..

عام مضى على رحيلك يا رفيقي، وكل من كان لجوارك ، لا يزال يمتدح فيك خصال جميله ، وذكرى طيبه ، يترحم عليك ، ويصفك بالسائق الذي لن يتكرر ..!

الرحمة والخلود لروحك الطاهرة ،صديقي "مثنى الباقص"
نم قرير العين ، لك الراحه والهدؤ ..
ولنا ذكرى الوجع وخذلان القدر ..!