ادبــاء وكُتــاب


الجمعة - 20 مايو 2022 - الساعة 05:58 م

كُتب بواسطة : احمد المعمري - ارشيف الكاتب



شذرات وذكريات رئيس لجان اختبارات وزارية

............................
هل يصعب منع الغش؟
نعم بل ويستحيل
ماهو الحل ؟
الحل الغاء الاختبارات المركزية
وما البديل للتقويم الامثل ؟
البديل اختبارات القدرات والتحصيل والمهارات
وهل لدينا امكانية لذلك ؟
الى حد ما نعم لدينا
قبل عقود من الزمان 1990 كتبت مقالا عنونته (ياوزير التربية والتعليم اتحداك أن تمنع الغش ) *، طبعا عنوان مستفز لكن حينها كنت في مقتبل العمر (معيدا بجامعة صنعاء ، كلية التربية بالحديدة ) وكنت أمتلك قليلا من الجرأة والشجاعة ، ذهب العمر وذهبت معه الكثير من الشجاعة والجرأة ولكن بقي الغش ..بقت الفضيحة ..استمر العار والنزيف.. استمر الغش وخداع الذات ومازال الغش في تزايد مخيف ومهين ومذل للأمة اليمنية التي يقال أنها وصفت بالايمان والحكمة .
في عام 2010 كنت المشرف المركزي للاختبارات في محافظة حجة ، أحببت حجة ورايتها وعشت فيها قرابة الشهر وعشقتها وكسبت فيها رفاق وزملاء وأصدقاء من الشرفين الى مبين الى المدينة الى كعيدنة الى جل مديريات المحافظة وكنت يوميا في تواصل مع قيادة وزارة التربية من الوزير ونائبه حتى أدنى مسؤل عن الاختبارات ، ولكن الغش كان ظاهرة ورأيت ذلك بشكل مرعب في مديريات كثيرة سأحكي لكم مشاهدة من مديرية في ذلك العام تلك المديرية الماتعة الجميلة الرائعة التي لاتزرع غير القات ، كان هناك معلم كريم النفس نبيلا ولكن امين عام المجلس المحلي في تلك المديرية كان من أبخل خلق الله الذين رأيتهم ناهيك عن ذكائه المتواضع كان يفتقد لابجدية الحرص ورؤى التنمية ، المهم في أحدى ثانويات تلك المديرية رأيت غشا جماعيا مرعبا مخيفا ، فوضى لاحدود لها ولكني كنت اشفق عليهم وعلى نفسي وعلى الوطن ومستقبله أنفعلت جدا وفشل انفعالي أمام تلك الموجة الكاسحة والسيل المتدفق من الغش ، كان مدير التعليم بالمديرية رجل نبيل جدا لطيف هادئ ولكنه كان لايعي خطورة الغش على المستقبل ، انسانيا احببته تعليميا أشفقت علينا جميعا ، رحمة الله عليه كان نبيلا وكريما ولكن من استضافنا في منزله كان حالة نادرة جدا في الكرم والابتسامة رغم بساطة حياته وقلة دخله كما علمت ...بصحبة المدير العام لمكتب التربية والتعليم بالمديرية ذهبنا الى مركز اختباري وكان المركز عبارة عن مقوات او سوق مركزي أنفعلت ولكن المدير كان يبتسم ويضحك ويعاني من قليل من الخجل من تلك الفوضى العارمة في المركز رحمة الله تغشاه كان هادئا الى درجة حسدته عليها وما علينا الا الصبر كتبنا تقريرا ولكن غالبية التقارير تذهب ادراج الرياح بل ومن الواجب ان تذهب ادراج الرياح والا سيتم الغاء ثلثين من المراكز وزيادة ، واستمرينا بزيارة المراكز كل يوم ، وكل يوم كان القهر على التعليم والاستمتاع بالطبيعة وبالعلاقات الانسانية في المحافظة ، وفي يوم ذهبنا الى أكثر من مديرية وكانت المحطة الاخيرة في ذلك اليوم في مديرية كعيدنة ولاختبار كعيدنة حكايات بعضها يصعب أن تروى وقليل بالامكان ذكره والقاسم المشترك بين كل المديريات الكرم والغش ونبل الناس وسرعة وسهولة تكوين علاقات انسانية .
سأعود لاحكي لكني سأقول كاتساق مع العنوان لو كنت وزيرا للتربية والتعليم فأول قرار سأتخذه هو الغاء الاختبارات الوزارية في المرحلتين المتوسطة والثانوية وسأضع البدائل والمعالجات ، سنوفر المليارات التي تهدر وسنحافظ على ماتبقى من الكرامة والاخلاق والقيم ،
معظم دول الخليج لم يعد فيها اختبارات مركزية وبلادنا رغم انها عضو عامل في مكتب التربية لدول الخليج الا انها مازالت تعيش وهم ضرورة الاختبارات المركزية في المتوسطة والثانوية
المليارات التي ستوفر من الاختبارات بالامكان أن يتم استخدامها لتحسين رواتب المعلمين لتحسين ظروفهم الحياتية .
أعلم انه يستحيل ان أصبح وزيرا وليس هذا ماقصدت من العنوان ، ولكن بامكان من يقرء سطوري اليوم وغدا يخبر قيادات البلد بضرورة الغاء الا ختبارات حفاظا على التعليم والقيم والكرامة ونمذجة الاخلاق في مؤسسة مهمتها في الأساس الحفاظ على الانسان واعداده للمستقبل و تعليم الناشئة القيم والاخلاق واحترام الذات والحفاظ على النظام .
غدا احدثكم عن اختبارات كعيدنة في 2010 ...والحوك وزبيد والجراحي في 2013 .
كيف تتحول الاختبارات الى ثكنات عسكرية وكيف كانت الاطقم ترافقنا ؟
ليس صعبا معالجة القضايا الكبرى ومن العيب استمرار نزيف المال والقيم والتعليم .
ما البدائل التي اتخذتها الدول التي الغت الاختبارات المركزية ؟
ولماذا بعض الوزراء كانوا يحلمون بالغاء الاختبارات ولم يتمكنوا ؟
لماذا الوزراء الأكاديميين لم يتمكنوا من ايقاف فضائح الغش ؟
هل فعلا الاختبارات هي المعيار الوحيد لقياس القدرات والاستعدادات والفروق الفردية ؟
وهل وجهة النظر التي ترى ان الاختبارات لاعلا قة لها بقياس الاداء هي وجهة صحيحة ووجيهة من منظور علم النفس التربوي والقياس والتقويم ؟
ولماذا صارت المدارس في مصر تغش وصار هناك فضائح كاليمن في الغش ؟
أين تكمن خطورة الغش على مستقبل الشعب والدولة و التنمية الشاملة ؟
غدا نلتقي ونتحدث .؟
لماذا الغش في مراكز اختبارات الاولاد أعلى من مراكز اختبارات البنات ؟
ولماذا بدء الغش يزحف نحو مراكز اختبار الطالبات ؟
لماذا لم نستفد من مركز القياس الذي تم بناؤه عبر الصندوق الاجتماعي بمنح وهبات من عدة دول ؟
موعدنا غدا بعون الله .

............