ادبــاء وكُتــاب


الأربعاء - 01 ديسمبر 2021 - الساعة 10:33 م

كُتب بواسطة : وليد المزارع - ارشيف الكاتب


في الثلاثون من هذا الشهر تهل علينا الذكرى
ال 54 لتحقيق الاستقلال الوطني ومغادرة آخر جندي بريطاني من على أرض الوطن وإعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على كامل تراب الجنوب من أقصي حدود المهرة شرقا حتى باب المندب وجزر حنيش وزقر وميون وكمران غربا، وهي المرة الأولى منذو قرون التي تتحد فيها هذه المساحة الواسعة من الارض في دولة واحدة جاءت على أنقاض 23 دويلة ومشيخة وسلطنة وإمارة وجاء هذا الاتحاد تعبيرا عن التطلع إلى السمو والتقدم والتنمية المبنية على قاعدة المواطنة المتساوية بين كل السكان بعيدآ عن التمييز أو المفاضلة بين مواطنيها لأي سبب كان..

الثلاثين من نوفمبر ليس يوما عابرا في التاريخ الجنوبي ، بل إنه تكثيف الطائفة واسعة من الأبعاد والمعاني والدروس والعبر المعبرة عن رغبة الشعب في الانعتاق من قيود التبعية والوصاية وتطلعه إلى الحياة الأكثر حرية ورقيا وتقدماً وكرامة..
كان الإعلان عن جمهورية اليمن الجنوبية (ثم لاحقا الديمقراطية ) الشعبية تدشينا لمرحلة هامة في تاريخ النضال الجنوبي من أجل الحياة الجديدة التي حلمت بها الأجيال عشرات السنين ، وبرغم شحة الموارد وضخامة التحديات وما تعرضت له الثورة والنظام الجديدة من مؤامرات الإخوة والأعداء فإن النظام الوليد استطاع الوقوف على قدميه راسما الخط التصاعدي المعبر عن طمواحات السواد الأعظم من جماهير الشعب في اليمن الديمقراطية، ويكفي أن نتذكر أنه وخلال أقل من عقد من الزمن كانت شبكة التعليم قد وصلت إلى كل قرية ومدينة ، والخدمات الطبية صارت في متناول الغالبية العظمى من السكان وتم ربط جميع مدن ومديريات ومحافظات البلد بشبكة من الطرق، التي وصلت إلى مناطق لم يعرف أهلها شكل السيارة في أعمارهم، وصار الأمن يحمي الناس من تسلط المتسلطين ومكائد المعتدين وجرائم المجرمين،

لقد حمل الثلاثون من نوفمبر جملة من المعاني والدروس الحري بأجيال اليوم التعلم منها واستلهامها خصوصاً وشعبنا الجنوبي يمر اليوم بمرحلة دقيقة وحاسمة في نضاله من أجل استعاد حقوقه وتقرير مصيره ومستقبله بإرادته الحرة بعيداً عن وصاية الغزاة والناهبين ومستبيحي الأرض ومزوري التاريخ ،
إن أهم الدروس التي يمكن استحضارها اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة والخمسون ن للثلاثين من نوفمبر تتمثل: إن إرادة الشعوب المنطلقة من مشروعية القضية التي تناضل من أجلها لايمكن قهرها مهما امتلك الأعداء من أسلحة ومهما تمادوا في استخدام القهر والقمع وتفجير والإرهاب،،
وإن الطلائع الثورية الرافضة للتبعية والاستبداد والإستعمار حتى وإن كانت قليلة العدد فإنها يمكن أن تهزم أقوى الإنبراطوريات في العالم عندما تمتلك شرطين، أساسيين لا غنى عنهما : القيادة الحكيمة والمساندة الجماهيرية الشعبية الواسعة، فضلآ عن الإرادة القوية والتصميم على تحقيق النصر وهي الإرادة المستمدة من إرادة الشعب،،

وبفضل الله تعالى ثم فصل جهود شعبنا الجنوبي البطل وقوة الإرادة انتصر شعبنا على الاستعمارالبريطاني ،وعلى قوى الشر والظلال ، وعلى جيش عفاش والحوثي الذي لقنهم شعبنا دروسآ لن ينسوها فإننا منتصرون اليوم لامحاله على فلول الشر والتشرذم التي مايسما بالشرعية الفاشلة التي تقبع حاليآ في فنادق الرياض وهي مجرد عصابة تسلب الشعب الجنوبي نصره وتسعى لردنا إلى أحضان صنعاء ونقول لهم لا والف لا فإننا على الدرب ماضون نحو تحقيق الهدف المنشود،فواجب على شعبنا الجنوبي العظيم إن يلتف خلف المجلس النتقالي الجنوبي وخلف قيادته الحكيمة ومساندتهم في جميع المجالات من أجل إستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة من أقصى حدود المهرة شرقا حتى باب المندب،،
كما انتصر ثوار 14 اكتوبر واستقلال الثلاثين من نوفمبر في استعادة الحق الذي اغتصبه المغتصبون ،،ورد الاعتبار للتاريخ الذي تعرض للتزوير على أيدي ( غزاة 7 يوليو المشؤوم)
والسلام ختام ،،،والنصر للجنوب ،،والخلود لشهداء والشفاء للجرحاء