ادبــاء وكُتــاب


الخميس - 26 أغسطس 2021 - الساعة 12:22 ص

كُتب بواسطة : احمد المعمري - ارشيف الكاتب



قبل ثلاثة عقود من الزمن كتب الشاعر اليمني الجميل أحمد العواضي قصيدته الماتعه (إن بي رغبة للبكاء) ، ظل العنوان ودلالته ملازمان لي ، واليوم العنوان يلح علي ليتحول الى حقيقة
إن بي رغبة للبكاء
متى سنحل مشاكلنا ونوقف الحرب ونتحول الى الحب والسلام ، حياتنا كلها حروب فكل حرب تلد أخرى !!!!!

العالم يتحارب ويتقاتل ويعقل ويتحول الى البناء والحياة والتنمية وهاهي رواندا نموذجا فريدا للتنمية بعد حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس _الا بضع بلدان عشقها الأبدي الحرب وتغرس في تربية الجيل ان الموت ولادة وأن الحرب رجولة وأن الناهبون والقاتلون يستحقون أن يلقبون بالشجعان أو من تقدح عيونهم شررا (حمران العيون ) .، وللأسف نحن على راس هذه القائمة .

كل حرب لها مبررات وأسباب الا حرب اليمن بل حروب اليمن لا سبب لها وإن كان هناك سبب فهو مكرور من الآف السنين لا سواه الوصول الى السلطة والتحكم على رقاب العباد
إن بي رغبة للبكاء لفقدان خيرة شباب اليمن
إن بي رغبة للبكاء لتوقف عجلة الف باء التنمية
إن بي رغبة للبكاء لإن الدماء تسيل وتسيل ولا أفق للنهاية
إن بي رغبة للبكاء لإن القتل باسم الله والرسول والوطن والشعب والأمة .

إن بي رغبة للبكاء والفقر يطحننا والموت قوتنا اليومي والمهانة صارت تسورنا من كل الجهات ..

إن بي رغبة للبكاء بعد أن صرنا مهانين أذلاء في كل بقاع العالم فلاشقيق ولاصديق ولا أحد يكن لنا إحتراما ناهيك عن هيبة مايسمى بلاد الإيمان والحكمة .

إن بي رغبة للبكاء والسرقة والنهب هي ديدن الحاكم والمتحكم فكلهم ينهبون ويبهررون .
إن بي رغبة للبكاء واليمن صارت جلها فقر وأختفت طبقات المتعلمين والطبقة الوسطى وطبقة التجار والبائعين وفقا للمعايير الاخلاقية والحياتية والاقتصادية والقانونية
إن بي رغبة للبكاء ومن الناس من يقول أن ثورتهم نجحت ولا يسعى لنقد الذات والواقع ولا رغبة في تقييم وتقويم مانحن فيه !!!!

إن بي رغبة للبكاء لإن الكادر والموظف اليمني هو الوحيد الذي لايستلم راتبه لأطول فترة ومازال حيا ويبتسم .
إن بي رغبة للبكاء لإن معطيات حرب قادمة تتشكل وتتكون وستقود الى ولادة حروب كثيرة في المستقبل القريب والمنظور والبعيد
إن بي رغبة للبكاء لإن المتعلم صار جريحا وبلاد المتعلمين صارت بلاد القتل داخل المشافي والمصحات
إن بي رغبة للبكاء لأن القرى الجاهلة تمكنت من ان تكون هي الحاكمة والمتحكمة .
إن بي رغبة للبكاء واليمني الحزين هو المتوفر فقط .

إن بي رغبة للبكاء لأنه لم يلح في الأفق بوادر ظهور القائد المنقذ لا بوادر بإن هناك علي عبد المغني والموشكي والزبيري والحورش والحكمي والشحاري والكبسي .
إن بي رغبة للبكاء حين نجدنا جميعا نحن الى الماضي السئي بعد أن سقطنا في الواقع الأسوء .
إن بي رغبة للبكاء والناس تائهون بلا قائد ولا رئيس ولانموذج ولا منقذ ولا محب بل ولا عقلاء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله .
إن بي رغبة للبكاء والناس يطلبون الموت بلا هدف ويكرهون الحياة بجهل وبلادة وقلة حيلة ..
إن بي رغبة للبكاء لأننا لم نعلم بدقة كم عدد الذين ماتوا وكم عدد الذين سيموتون وكم حجم كارثة المعاقين حركيا وجسديا ونفسيا وكل انواع الاعاقات .

إن بي رغبة للبكاء وكل محب عاجز في القيام بواجبه تجاه من يحب وفي الحب نحن على دين كرامة مرسال الذي أراه أروع وأمتع من أنشد وغنى وتغنى بكينونة روحه عن حب اليمن فحبه لليمن يهز الجبال حسب أغنيته الخالدة ..
فماذا نحن فاعلون ؟