ادبــاء وكُتــاب


الإثنين - 24 مايو 2021 - الساعة 12:40 ص

كُتب بواسطة : عبد الباري طاهر - ارشيف الكاتب



واحد و ثلاثون عاماً تمر على توحد بلد عربي مزقه الاحتلال العثماني و الاستعمار البريطاني . و بقي التشطير قائماً بعد الثورة اليمنية : سبتمبر و اكتوبر
كان التشطير حقيقة موضوعية لها جذور في واقع شديد التخلف يصعب القفز عليه او تجاوزه يغذيه محيط عربي شطري بامتياز و متعادي . و صراع دولي بين قطبين .
تحققت الوحدة في ظل تزايد الصعوبات الداخلية هنا و هناك . و كانت الصعوبات في الجنوب اكبر لان دخان احداث يناير ١٩٨٦ قاتم و دوي انهيار العسكر الاشتراكي مزلزل .
خلال سنوات التشطير كانت القوى المتحمسة و الداعية للوحدة القوى اليسارية و القومية . ساد رأيان : رأي يرى ان الوحدة لا يمكن ان تحقق الا بالقوة و هذا الرأي يتشاطره او يتقاسمه النظامان الشطريان و قيادات الاحزاب . جماهير الشعب و القواعد الحزبية و المستنيرون يتبنون دعوة تحقيق الوحدة عبر الحوار السلمي الديمقراطي انتصرت الوحدة في ال ٢٢ من مايو ٩٠ عبر الحوار . و كانت المفارقة ان دعاة القوة حكام الشطرين هم من حقق الوحدة لظروف بعضها ضغط الصعوبات الداخلية . و الوضع الدولي المتحول لهيمنة القطب الواحد . ظل ارث الوحدة عبر القوة حاضراً فكانت الممارسات و الاجراء و نهج التقاسم يخضع لتوازن القوة . و بدلا من التوجه لبناء مؤسسات الدولة . و تحقيق انجازات اقتصادية و اجتماعية تحقق طموح الشعب المعاني من التشطير و من الفقر و الجهل و المرض و الفساد و الاستبداد بدلاً من ذلك اتجه الحكام او انتقلوا من الصراع بين الشطرين الى الصراع داخل الشطر الواحد و الدولة الواحدة . الطرف الاضعف في الصراع قادة الحزب الاشتراكي راود بعضهم و هم العودة الى تشطير بينما الطرف الاقوى ركبة غرور ابتلاع اليمن عبر القوة . تحالف النظام العسكري ذو الجذر القبلي مع الاسلام السياسي و الوافدين من افغانستان و القوى المحيطة المعادية للوحدة مع التوجه الدولي الجديد لتدمير بقايا قوة نظام آتية من معسكر حركات التحرر الوطني حليف للمعسكر الاشتراكي و طرفاً في الصمود و التصدي مؤيد بالمطلق للقضايا القومية و نصرة فلسطين ربما الاغراءات التي وقع ضحيتها صدام أنطلت على زعامات جنوبية و لم تقرأ الوضع المستجد في الداخل و المحيط و الدولي في حرب ١٩٩٤ انتصرت الوحدة المعمدة بالدم . و منذ يوم الناس ذاك بقي تعميد اليمن كل اليمن بالدم .
انتصرت الحرب على الجنوب لتنتصر على اليمن كل اليمن . و لا يمكن الخلاص من ضراوة حرب الوحدة المعمدة بالدم الا بالخلاص من الحرب و زبانيتها و دعاتها . فليكن احتفائنا بالذكرى الواحدة و الثلاثين السلمية و الديمقراطية دعوة شاملة للعودة للسلام و التصالح الوطني و المجتمعي في الشمال و الجنوب و اليمن كلها .