الثلاثاء - 02 مارس 2021 - الساعة 03:31 م
يحضر أبناء تعز في خنادق لواء السلام الذي ذاد عن مأرب في سبتمبر الثورة، وما زالت قوافل الإمداد تمد مأرب بوقود يخصب أرضها بالجمر والعطر.. إنهم سدنة العرش وحرف المسند.. يتوثبون أينما اتجهوا، يتموضعون حول المعبد، يولون وجوههم شطر القضية.. كانوا الهوى والخبز والدستور..
ثمة معركة تعيد ترتيب الصف دونما جدال، إنهم يخوضون النزال بكل شجاعة واستبسال.. يوقدون بدمائهم مشاعل الضوء ليعشب التراب مشاتل لا تموت.. توزعتهم البقاع حينما ارتقت في نفوسهم الشهادة ليشهدوا الملاحم جبارين غير صاغرين.. يتقدمون الصفوف غير آبهين بكل الذي سيكون.. حاملين لواء الثورة والجمهورية والشرعية.
قاتلوا فكانوا حديث الأثير والصحافة والإذاعة. كانوا الهتافات تدوي في السهول والجبال والرمل والصحراء والبيداء تعرفهم، تلحن العصافير صوت المدافع والقذائف أغاريد الصباحات واغنيات البنادق.. يرسمون بالدم خارطة الوطن المترامي، يجددون العهد، والتاريخ يروي قصة الزحف الأحمر على أذناب العمالة والنذالة.
كتبوا نشيد الأرض لحناً ما زال رجعه والصدى، حقنا ملكنا إنها ملك أمانينا المثيرة..
جابوا البحر والبر والجو، طهروا التراب من الرجس والرذيلة.. عاشوا حينما ارتفعوا مع الغيم، عادوا مع النسمة السارية كفوح البن، كزهر الروح..
وثبوا في كل موقع وما ارتهنوا صانوا وما خان أحدهم ولم يهنوا..
إنهم ملح الأرض والخبز والهوى والدستور..
"يمانيون نهوى الحياة عراكاً وصراعاً حتى يشع منه الجديد
جددوا في فم الذبالة غازا قبل أن يطبق الظلام العتيد..
يمانيون يا أروى ويا سيف بن ذي يزن..
يمانيون قبل أن نتمادى ما بين شوافع أو زيود..
جودوا بأنفسكم للحق واتحدوا".
يوسف الشحاري.
المعركة ليست نزهة، لكنها وثبة الرجال، من أدركوا قبل الغيم المطر لتزهر في الحنايا جمهورية اليمن الاتحادية ضداً على فاشية مليشيا الانقلابيين، على شرعية الدولة ومؤسساتها الوطنية.. أينما تكونوا فثمة معبد وصلاة المجاهدين القتال،،،