ادبــاء وكُتــاب


الثلاثاء - 08 ديسمبر 2020 - الساعة 01:26 ص

كُتب بواسطة : فارس الحسام - ارشيف الكاتب



الكذبة التي صدقناها أن الضالع محافظة محررة ، والصحيح أن الضالع يتواجد فيها المجرمون واللصوص وقطاع الطرق وتجار الحشيش والمخدرات وتجار السلاح ومهربي الوقود للحوثيين وفيها العصابات التي لم يجرؤ نظام صالح على أن يزرعها في الضالع .. فتجرأت الشرعية على دعمها وتعزيزها .

الضالع مدينة أشباح فيها الدم يستباح ، وعدد البلاطجة المسلحون أكثر من جنود الحزام الأمني .. وتجار الحشيش والمخدرات أكثر من الخطباء وأئمة المساجد ، وفيها يهان شرف المسافرين ، ويتجرأ أصحاب المسالخ .. أقصد ( المستوصفات ) .. بالإعتداء المسلح ومهاجمة المنظمات الإنسانية والأممية بالرصاص الحي وقذائف الـRBG والقنابل وطردها من المدينة لأجل أن تخلو لهم الساحة ويستغلون حاجة المرضى ويقضون عليهم .

الضالع فيها محافظ عجوز برتبة لص ركن لا يعلم عن الضالع شيء سوى إحصائية السلل الغذائية ومرتبات ومخصصات الجنود في اللواء 33 مدرع .. تتواجد عناصر القاعدة بالقرب من منزله وكأنها هي من تحرسه .. ولا يأبه لضياع الضالع وسكانها .

الضالع فيها شخص بمنصب مدير أمن لا أحد يعرفه ولم يسبق أن سمعنا عنه .. ولا يتجرأ على مزاولة عمله في مبنى إدارة الأمن .. الضالع فيها عصابات تغتصب مسمى الأمن ومبنى إدارة الأمن وتجعل من نفسها حاكمة ووصية على سكان الضالع .. وتختلس الأموال وتنهب كل ما وقع بين يديها .

في الضالع تجار الخمور والحشيش والمخدرات يبيعونها في أماكن يعرفها الجميع ويتسابق الشباب على إرتياد تلك الأماكن ليل نهار .. لا بل ويشاركهم شباب يرتدون الزي الأمني والعسكري وتتواجد أمام تلك المباني أطقم عسكرية وأمنية تحمي المكان وتمنع الإقتراب منه إلا لزبائنهم ممن يثقون بهم وبولائهم .

الضالع فيها تجار الدين لا يختلفون عمن سبق ذكرهم .. يعملون على إبتزاز المواطنين تارة وترهيبهم تارة أخرى لإجبارهم على بيع أراضيهم ومساكنهم ليبنوا مكانها أكبر مجمع إرهابي .. أقصد ( مجمع ديني ) .. فيه يفرخون الشباب ويصنعون الإرهاب ويقطعون الرقاب ، ولن تجد من يقف في طريقهم ويقول لهم توقفوا يكفي عبثاً بالضالع .

الضالع فيها يُمنع كل جميل وكل نهوض .. فالأسواق التجارية محرمة بنظر الكثير من شبابها وآخرين إستقدموهم من خارجها .. ودار السينما مكان للفسق بنظرهم .. ومباريات كرة القدم فيها كفر بالله كما يزعمون .. وفيها يتم تفجير القباب والمآذن والأضرحة والمعالم الأثرية والتاريخية بدعوى أنها تدعو للجاهلية .. وفيها يُقتل الممثلون والمسافرون والشباب الحالمون .

الضالع فيها الحياة مدمرة .. فوضوية نهاراً ومدينة أشباحٍ ليلاً ، لا يتنقل فيها إلا أصحاب الزي الأفغاني والألقاب التي تبدأ بأبو وتنتهي بإسم إرهابي .. ليلها تفجيرات للمطاعم والمقاهي والمستشفيات ، ونهارها مياه مجاري طافحة تغرق طريق السيارات وقريباً سيستورد سكان مدينة الضالع القوارب لأنها ستكون المدينة العائمة تحت بحيرة مياه المجاري والصرف الصحي .

في الضالع يتم سرقة المولدات الكهربائية الحكومية وتدمير المباني الحكومية التي لم تطالها نيران الحرب .. فحتى أحجار المباني يتم أخذها وكذلك البلاط والأبواب والنوافذ وحتى أحواض الحمامات .. والكل يقول : لن أنهي عن هذا فهي ليست ملك أبي .

هذه هي الضالع الحقيقية وهذه هي حقيقة الحياة في الضالع .. فلا يخدعكم أحد بتلميع الضالع بما ليس فيها وماذلك إلا لإبعاد الآخرين عن تسليط الضوء على فضائح ومصائب هذه المحافظة المنكوبة بالآفات التي تسكنها .. والتي لا يتجرأ شخص على منعها أو الوقوف بوجهها لأنها ليست ملك أبيه كما هو شائع في أوساط عامة الناس هناك .