ادبــاء وكُتــاب


الأربعاء - 25 نوفمبر 2020 - الساعة 12:45 ص

كُتب بواسطة : مجاهد القملي - ارشيف الكاتب



يمكن القول بدون أدنى مبالغة إن ما كتبه معالي وزير العدل بمقال صحفي تناول فيه الدور السياسى الذي يجب أن يكون في هذه المرحلة المفصلية وأنا أعتبر ما دونه معالي الوزير يعد فى ذاته إعلانا جهيرا عن نهاية عصر الأيديولوجية وبداية حقبة الوعي والبصيرة ! ولا شك أن القرن العشرين كان هو بذاته عصر الأيديولوجية الذى دار فيه الصراع الفكرى العنيف والذى سرعان ما تحول إلى تمزقات شاملة بين أيديدلوجيات عنصرية مغلقة أبرزها الاختباء وراء إرادة الشعوب  وبين أيديدلوجيات منفتحة قادرة على العطاء هى الديمقراطية . كانت هذه هى الجولة الأولى من الصراع البيني الذى اشتعل فى مطلع إندلاع الحراك الجنوبي ودخول الوطن في حرب إجتياح عدن والجنوب وفي خضم هذه الحرب الظالمة

تعددت المعارك السياسية المتأرجحة بظهور نظرية "أنا والطوفان" التى صاغها أحد أبرز الصفوف الجنوبية التي تدعي أنه لا وطنية إلا باتباع هواها لا يمكن اعتقال التطور السياسى والاجتماعى والاقتصادى والفكرى لقائد ما فى ظل نخبة مقننة لها مبادئها المقدسة التى لا يمكن تغييرها فذلك ضد منطق تاريخ التطور الإنساني الذي دارت حوله معارك فكرية شتى واعتبرت لدى بعض المفكرين محاولة فاشلة للقضاء على جاذبية الوطنية وتطبيقاتها المبدئية فى عديد من الدول . غير أن بعض منظرى الوضع السياسي في بلادي قرروا أن يتحولوا من الدفاع عن الديموقراطية والوطنية  بالهجوم على من يقوم بالنهضة الوطنية نحو العمل المؤسسي لبناء الدولة والانسان الجنوبي وإرساء قواعد العدالة والقانون ..

على هذا الصعيد الوسطي الواعي يحاول معالي الوزير إنقاذ رموز الساحة السياسية  من مصيرها الحتمى بعد فشلها فى اشباع الحاجات الأساسية والهدف المنشود للجماهير العريضة واستحدثت طريقة أكثر سخفا مع مجريات الاحداث وتكالب الصديق قبل العدو لافتراس مائدة المواطن الضعيف اقتصاديا فى مجال البطالة والمرض والحصار الخدماتي المتكرر فضلا عن أقذع الإهانات والإذلال التي يتعرض لها شعبنا وقياداته وكوادره الوطنية إلا أن التجربة تفشل في أول صمود لشعبنا وعجز رموز الفساد عن تمويل هذه الحصار بهدف تركيع شعبنا وإذلاله لكن هيهات أيها الجبناء أن شعبنا المكافح لكم بالمرصاد قبيل نهاية السنة يجب أن تستذكروا مبادئ الثورة الجنوبية ودلالتها التاريخية العظمى وهى الوقوف الجاد في صف شعبنا ومؤسساته الحكومية وحماية القانون الذي كان النظام السلطوى يستخدمه فى إشباع مآربه ونزواته الكيدية  وقراراته الذاتية للمصلحة الأحادية ذات التوجهات الجهوية المستبدة وتسليط ساطور الاقصاء والتهميش لشعبنا وقياداته وجماهيره الثائرة لتحقيق الحد الأدنى من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان .
وقد ثبت بما لا يدع للشك مجالاً أن النظام الدكتاتوري السابق لم يكن سوى شعار خادع يحمي مصالح السدنة العليا على حساب الطبقات المسحوقة والفقيرة ولذلك أعلن الحراك الجنوبي أتنفاضته في وجه ذلك النظام واصبح اليوم في كماشة "نكون أو لا نكون " كما أن شعبنا ضاق بالخطاب السياسى التقليدى الذى يعد الجماهير بالجنة الموعودة ولكنه لا ينفذ ومن هنا صعد الخطاب الوطني المسؤول الذى يمثله معالي وزير العدل المحامي المناضل علي هيثم الغريب خير تمثيل وهو من الرعيل الأول لثورة الجنوب التحريرية ومن القيادات المستنيرة التي حملت لواء الحرية وكتب بحبر قلمه الذهبي أروع ملاحم الحجج والبراهين التي قارعة النظام السابق ورموزه وكشف بالتفصيل العبث التاريخي الممنهج  الذي حل بشعبنا ومؤسساته منذ الوحدة وحتى اليوم .. معالي وزير العدل رجل دولة وقانون ومناضل ثوري تفتق وعيه النضالي منذ أن كان البعض من بني جلدتنا محشورا في أزقة السلطة ورصيف التفرج بل وأداة حادة تمسك بتلابيب حقبة مضطربة بالانقضاض على هدف وطموح شعبنا وإرادته الصلبة .. واليوم تفتعل ضجيجا صاخبا لمجرد تصحيح اعوجاج لمسار كان الكاتب عمودا رئيسا في تأسيسه وعلم من أعلام ثورته التحررية فما بالكم لو كان مناضل جهوي سفري يغازل مطالب الناس واحتياجاتهم ويعدهم بتحقيق الجنة الموعودة .. لكان الجميع افتعل ضجيجا مماثلا ولكن بطريقة أخرى..!! ليحفظ الله معالي وزير العدل الإنسان الورع المحامي اللبيب المناضل علي هيثم الغريب الذي توج نضاله وصموده الأسطوري في تجسيد العدل والمساواة وتثبيت رواسي القانون والدولة المدنية الحديثة .