ادبــاء وكُتــاب


الثلاثاء - 21 أبريل 2020 - الساعة 02:56 ص

كُتب بواسطة : أ. أحمد الربيزي - ارشيف الكاتب



إن الشخص ليخجل من حجم تضحيات ابطال الضالع في جبهات الصمود، في مقابل ما يجدوه من جحود البعض، ممن يفترض انهم جنوبيون، الواحد منا يخجل ان ينظر إلى ما يعانوه وما يبذلوه وما يواجهوه في جبهاتهم من هجمات ومعارك شرسة تشنها عليهم مليشيات الحوثي، فيما هم يقاوموا بصمت نيابة عن الجميع ويصدوا المد الحوثي الإيراني بصمود فريد من نوعه، في الوقت الذي تخلت عنهم ماتسمي نفسها بـ"الشرعية"، وتتغاضى عن معاناتهم، المملكة العربية السعودية، قائدة التحالف العربي، إعلاميا ومادياً فقد قُطعت مرتبات الأبطال المقاتلين، بل وحتى قُطع تموينهم الغذائي، والأفظع من ذلك أن تقوم وسائل إعلام حزب الإرهاب الإخونجية، بتجيير انتصاراتهم لجيشها الوهمي (الجيش الوطني) الذي لا وجود له إلا مشاركاً مع حشود مليشيا الإصلاح في شقرة.

اليس هذا موجع ومؤلم ومخزي في آن واحد ان تقوم شرعية الفساد ولصوصها وإرهابييها الإخونجية بحشد الالاف لغزو زنجبار وعدن، في محاولة لإشغال الأبطال في جبهات الضالع عن مهامهم الوطنية والعربية، اليس الأجدر بهؤلاء ان يذهبون الى جبهة ثرة مكيراس لمساندة القائد البطل الشيخ صالح الشاجري ولواء الاماجد، الذي يواجهوا مليشيات الحوثي هناك، وتخفيف الضغط عن جبهات الضالع التي تتعرض لهجمات شديدة جدا.، اليس طريق لودر مكيراس وجبهة ثرة بأولى واقرب واحوج الى قوتهم ليدحروا بها من اخرجهم من منازلهم الفاخرة في صنعاء، وانقلب عليهم ولهف امتيازاتهم، بدلاً من تبديد قوتهم في رمال قرية الشيخ سالم الحارقة، التي لا شك انها ستحرق عنادهم وغرورهم وتجبّرهم، وتكبّرهم، في حال استمروا في عندهم القزيز.

لعمري انهم بعناد غريب عجيب، يجرون على انفسهم وعلى سيرتهم الآف اللعنات، واضعافها من الخزي والعار ستكتب في صفحات التاريخ الاكثر سواداً والأكثر عفانة، والأكثر قذارة، لهم وعليهم لوحدهم، وبعيدا عن تاريخ رجال أبين وأحرارها، وبعيدا عن تاريخ رجال شبوة وابطالها، وبعيدا عن تاريخ رجال حضرموت وابطالها، وبعيدا عن تاريخ رجال عدن ولحج والابطال في كل مناطق الجنوب الحر.

في صورة اليوم شاهدت، الشهيد العقيد محمد علي ناجي العاقل القيادي في المقاومة الجنوبية وقوات الحزام الامني بجبهة باب غلق بالفاخر، الذي استشهد اليوم بعد شهرين من استشهاد ابنه الشهيد رعد محمد العاقل. لم أتمالك نفسي من شدة الفخر والحماسة، ان فاضت عيناي بما لا أحب، فماذا عساي اقول وانا اتذكر حشود الخزي في شقرة وقرن الكلاسي؟!

وبأي لغة سأتحدث؟!
وفي المقابل ماذا سيقولون هناك؟!! وهناك بأي وجهاً سيتحدث القادة (الجنوبيون) الذي صاروا مجرد قادة لمليشيات الإرهاب الإخونجية وفاسديها، في شقرة، وعن أي شرعية يهددوا بها أهلهم باقتحام عاصمتهم عدن بالقوة، وتقويض مشروع شعب الجنوب في الحرية والاستقلال. ماذا سيقول أخوتنا من جنوبيي الشرعية، الذين يندفعون وراء توجيهات اعداء الجنوب ليضعوا انفسهم وكلاء لأعداء المشروع الجنوبي، ليقاتلوا اهلهم وأبناء جلدتهم، فيما هم يشاهدون ويسمعون التضحيات الجسيمة في جبهات الضالع؟!

فليعلم الجميع ان للتاريخ مسارين، مساراً للبطولة يُحفظ في ذاكرة الشعوب، ويظل مصدر فخراً لمن وضع أسمه في صفاحته، ونقش سمعته، ونضاله لمصلحة شعبه ووطنه ولم يتآمر على أبناء وطنه، وحفظ كرامتهم، وقدر تضحياتهم، ومسار آخر مختصر يؤدي إلى الخزي والعار يلازم صاحبه حتى الموت، ويظل وصمته على جبين كل من سلكه، ويبقى اسمه مرتبطاً بكل مواقف الخزي والعار كمثال، للتخاذل والتآمر والغدر بوطنه وتأليب الآخرين على ابناء وطنه وتشجيع الغريب على احتلال بلده.