ادبــاء وكُتــاب


الأحد - 05 أبريل 2020 - الساعة 12:49 ص

كُتب بواسطة : عادل حمران - ارشيف الكاتب



نحن في بلد لا يعرف إلا الارتفاع مثلا ارتفاع الصرف ارتفاع المواصلات، ارتفاع الأسعار، ارتفاع المشتقات، ارتفاع الضغط و السكر، ولَم يحدث بان شيء من هذه الارتفاعات هبطت او على الأقل واكبت أسعار العالم لعدة اسباب اولا اوضاع البلد و ثانيا غياب الرقابة و المحاسبة والكل يدرك بأن الدولة نائمة و غير مدركة ما يحصل في هذا البلد، وكل تاجر يتصرف بكيفه و بطريقته التي يراها مناسبه، غير مبالي ولا محسب لأي حساب.


شركة " فامبا " كانت استثناء لكل ذلك و استطاعت كسر احتكار المشتقات النفطية، حيث يتم تخفيض قيمة المشتقات بشكل يومي وكلما نقص السعر العالمي خفضت الأسعار، وعادت أسعار المشتقات الى السعر القديم الذي عرفه الناس قبل سنوات، رغم انه من يتابع تفاصيل البلد سيجد التجار يستثمرون الأزمات ويحوّلونها إلى مكسب ولديهم اعذار جاهزة لذلك فمن يتابع سيجد ارتفاع جنوني في أسعار السكر و المواد الغذائية و المعقمات و الكمامات ولَم تنخفض أي شيء في بلد الأزمات حتى أسعار المواصلات التي تتفاعل مع أسعار المشتقات بشكل مباشر.

الكثير يعتقد بأن الانخفاض عالمي حيث أن سعر المشتقات هبط إلى أدنى مستوى له منذ سنوات، نقول لكم صحيح ولكن الشركة أخذت شحنة المشتقات قبل هذا الهبوط العالمي وضلت تعامل خارج المصافي قرابة شهر قبل أن يتم السماح لها بإفراغ الشحنة، وخاضت الشركة غمار صراع اقتصادي كلفهم ملايين الدولارات قبل أن يتم ادخالها إلى السوق، وبعد أن دخلت الى السوق حصلت المتغيرات الاقتصادية والتي بموجبها تم خفض تسعيرة المشتقات النفطية بيد أن الشركة لم تشتري مشتقات نفطية بالسعر الجديد وبالتسعيرة المخفضة بسبب قرارات الحظر و إغلاق المنافذ البرية و البحرية بشكل عام.

دخول شركة " فامبا " الى السوق يمثل بارقة أمل جديدة وخصوصا واننا في هذا البلد لم نجد اَي انخفاض إلا ذلك الانخفاض الذي يسكن افئدة التجار و ضمائرهم، وانخفاض في مستوى وعي الناس وأخلاقهم، وانخفاض أسعار المشتقات النفطية اليوم يمثل بارقة أمل بدخول تجار لديهم ضمائر و إنسانية وقيم و يفكرون بالمواطن الذي انهكته مشاكل البلد و فساد الحكام و جشع التجار نقف اجلالا لشركة "فامبا" وكل القائمين عليها ونتمنى من جميع التجار و رجال الاعمال مراقبة الله في تجارتهم واذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، رواه مسلم.