ادبــاء وكُتــاب


الجمعة - 20 مارس 2020 - الساعة 09:50 م

كُتب بواسطة : صلاح السقلدي - ارشيف الكاتب


السعودية منذ إحلال قواتها في عدن بدلا عن الإمارات شرعتْ في اتخاذ اجراءات عسكرية وامنية مثيرة للريبة والاستغراب في عدن وباقي المحافظات الجنوبية،لا تستهدف بذلك فقط المشروع السياسي للقوى الجنوبية المناهضة للتطلعات السعودي بالجنوب كالمجلس الانتقالي الجنوبي مثلا،بل تضرب بهكذا اجراءات الحالة الأمنية وتنال من الوحدة الوطنية -المهترئة أصلاً-. بالصميم.

فمنذ محاولة إدخالها قوات من الشرعية الى عدن عبر الجهة الشرقية للعاصمة في منطقة العَلَــم قبل أسبوعين، وتلتها بمحاولة إحلال عناصر جندتهم في أراضيها بدلاً عن القوة الأمنية بالمطار والميناء بدون تنسيق أو سابق إشعار، كادت تلك العملية أن تتسبب بكارثة محققة، وبعد ذلك صمتها -أي السعودية -المريب حيال المناورة التي تقوم بها الشرعية في شقرة دون أن تتخذ إجراء واضح إزائها سوى تغريدات تويترية، وصولاً الى استمالة قوة أمنية بعدن بحي كريتر كانت تتبع الانتقالي الجنوبي وإغراءهم بالمال والعطايا لجعلهم ساطورا بخاصرة الأمن بعدن، وقد شاهدنا يوميّ: الخميس والجمعة، البروفة الخطيرة لهكذا سيناريو. أما في محافظة المهرة فالأمر يبدو وكأننا نتحدث عن محافظة تتبع جمهورية الدومينكان بعد ان صارت تلك المحافظة جزءاً من التراب السعودية بامتياز- أو هكذا يتم التخطيط له -،مستفيدة السعودية من حالة التيه والشرود التي تستبد بالقوى الجنوبية وبالانتقالي تحديدا.

كل هذه الإجراءات وغيرها لا تشير سوى إلى مزيدا من تعقيد المجال الأمني فوق ما هو معقدا أساسا ،ومؤشرا على إنزلاق الوضع برمته نحو هاوية الفوضى الشاملة، بالتوازي مع قتامة المشهد السياسي الملفوف بالضباب الكثيف، فضلا عن الوضع المعيشي والصحي المريع.