ادبــاء وكُتــاب


الجمعة - 15 ديسمبر 2017 - الساعة 12:41 ص

كُتب بواسطة : حسام درمان - ارشيف الكاتب


الامارات بادرت لتذويب الجليد ، والاصلاح هرول الى تدفئة الاجواء..

الطرفان جادان في التواصل ويطمحان الى استثمار اللحظة ، و الوسيط السعودي يحتاج الى تمتين جبهته الداخلية كي ينهي ازدواجية السلطة في عدن بشكل سلس يتحاشى سيناريو صنعاء الدامي ويتيح له استغلال تداعياته.

صحيح ان خلافات بن زايد واليدومي اعمق من ان تحل في لقاء "ودي" وسريع ، لكن قنوات التواصل الجديدة تظل قابلة للبناء والمراكمة ، وما لمسناه من دماثة اعلامية لدى الطرفين انما هي بمثابة المفاعيل الاولية "للتهدئة الموضعية" (يصفها قرقاش "باختبار للنوايا" ويصفها على الجرادي "بمساعي توحيد الصف") ، والتي تهدف الى تنقية الاجواء الملبدة على اثر سنوات طويلة من التحريض والعداء ، والتاكد ايضا من ان سياسية العزل التي اتبعها بن سلمان قد اتت ثمارها ، بعد ان عكف الاخير على فصل الحزب عن الجماعة ، حتى تبدا لنا "اصلاح" سعودي و "اخوان" قطري. واصدق تعبير عن نجاح سياسية العزل هو موقف توكل كرمان الاخير المعادي للامارات وللمقاومة الجنوبية..

كرمان تحدثت من تركيا التي لم يتردد اليدومي يوم امس الاول بمغدرتها -عشان خاطر بن زايد- تاركا خلفه عبدربه واردغان واجتماع الدول الاسلامية بشأن القدس..

بتعبير الاستاذ ماجد المذحجي فان موت صالح سيكسر كثيرا من "المحرمات" . ومثلما جلس بن زايد مع اليدومي ممكن يجلس بن سلمان مع محمد عبد السلام ، لا شيئ مستبعد .
المهم حاليا ان لقاء المتخاصمين استجلب بطبيعة الحال تهدئة حذره تقول المؤشرات الاولية بان ثمة ما سيعقبها بين الطرفين ، لكن الحديث عن "تقارب سياسي" يظل مرهونا بحدوث تغيرات جذرية في بنية الشرعية بحيث تستوعب بشكل رسمي فائض القوة الاماراتي وتدمج حلفاءها المحلين في السلطة بمقابل السماح للاصلاح بالتواجد سياسيا في محافظات الجنوب ، وبالتواجد عسكريا في جبهات الساحل الغربي.