ادبــاء وكُتــاب


الأربعاء - 11 مارس 2020 - الساعة 06:07 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


خالد سلمان
العقيد عبد الباسط البحر المتحدث باسم محور تعز العسكري ، وهو واحد من مراكز النفوذ في محور تعز يعلن بصلافة الحاكم العسكري، تدشين مكارثية سياسية بتعز، مع فارق ان المكارثية تساءلك قبل ان تقصيك، فيما بحر تعز يمسحك بكلاشنكوف، من على الخارطة السياسة دون منحك حق معرفة لماذا ،وكيف يحدث ،ووفق اَي ناظم سياسي قانوني اخلاقي.

البحر اصدر في ورشة عمل اقامها مجلس قيادة صوت الثورة، الثلاثاء، فرمان تخوين للأحزاب التي تتمايز عن خطه الحزبي او توجهه، ووصفهم دون تروي بالخونة ،رافعاً شعاراً تصفوياً ، تحت مسمى جردة حساب.

انها وحشية اكثر قروية وهمجية وتخلفاً من عبارة بوش التي غدت قانون حروب وابادة، عبارة من ليس معنا صورة طبق الأصل، فهو ضدنا ،وطابور خامس وخلايا نائمة.

لا انا ولا انت ولا اَي من المتابعين عن قرب او بعد، لتفاصيل السياسة والتحالفات بتعز ،يعرف وسط كل هذه العدوانية المتوحشة حد السفه ،ضد الاحزاب والمكونات ،ما الذي ابقاه الحزب الحاكم من برنامج التحالف الوطني ،ومتى يحين توحيد الموقف السياسي، لقوى الحياة الحزبية تجاه هذا الإقصاء السياسي، الأدبي للشركاء ،كي يتم نزع خيمة الغطاء والمظلة السياسية، من فوق راس الحزب الميليشاوي، المهيمن على الجيش والثروة، والسياسة والمناصب ومفاصل القرار بتعز.

مطلوب قراءة حديث البحر وتحديد المواقف ،قبل ان يصل بمحور تعز التخوين الى مداه الاقصى ،ويجد الشركاء انفسهم اما ،في الاقبية ،او طعاماً لرصاص الاغتيال.

البحر ليس سجاناً اقصائياً، بل مشروع قاتل، والضحايا هم كل نشطاء وأحزاب المدينة والجوار.

**
اشار العقيد عبد الباسط البحر الناطق باسم جيش الخلافة بتعز ، الى وجود بعض الإختلالات في الجيش يجب معالجتها وتسويتها.

لا احد يحتاج الى فطنة او قدرة خارقة، على النفاذ الى عمق قراءة هذا السطر الملغوم، بأسوأ وأبشع النوايا تجاه اللواء ٣٥ لواء الشهيد الحمادي ،فهو وحده النغمة الناشزة عن سلم السلطة الدينية ،وهو القوة المغردة خارج سرب إصلاح الحكم ،وهو عقدة المنشار المعطل لإستكمال بسط السيادة، على كل مفاصل ورقعة تعز.

ايماءة البحر ليست التفاتة عابرة او زلة عبارة او شطحة كلام ،هو تمهيد لإقصاء وتفكيك لواء الممانعة، وابتلاعه اما بإعادة الهيكلة أي إفراغه من قياداته الوطنية، او تشليحه أفراداً وعتاداً وتوزيعه، تذويباً داخل سائر التكوينات العسكرية، ذات الولاء المطلق واللون السياسي الواحد.

البحر لا ينطق عن الهوى ،انه يعكس حقيقة مايجري في مطبخ الحكم، من ترتيبات على قدر كبير من الخطورة ،ترتيبات تصفوية تتمدد من الجيش الى الاحزاب الى عموم السياسة.

سلطة تعز ترتب أوراق استكمال انقلابها الكامل، استعداداً لخطوة تالية ،لا احد يعرف بعد ماهي ،والى اين ستتجه بكل هذا القوام العسكري ،قطعاً ليس صوب مواجهة الحوثي ،ربما بإتجاه الساحل، وربما جنوباً باتجاه عدن.

حديث الناطق الرسمي بإسم جيش الخلافة، بحاجة الى اكثر من قراءة متيقظة، إنه يرسم الخطوط العامة لقادم تعز، بما يتخطى تعز الى كل الجوار، ويعبث بخارطة كل التوازنات الميدانية والسياسية، لغير صالح الوطن.