ادبــاء وكُتــاب


الخميس - 05 مارس 2020 - الساعة 06:05 م

كُتب بواسطة : منصور السروري - ارشيف الكاتب


نظراً للمعلومات الخاطئة التي تنشر عن تاريخ اللواء 35 مدرع أود أن أسوق المعلومات الصحيحة التي كنت قد جمعتها بتوجيه من الشهيد القائد عدنان الحمادي لنشرها خاصة بعد نشر معلومات غير صحيحة عن اللواء في موسوعة ويكبيديا الحرة استندت على مقالة منشورة بالانترنت لم يكن كاتبها مطلعاً على التاريخ الحقيقي للواء 35 مدرع.

بعد مراجعة محتوى المادة مع القائد قبيل استشهاده، وعدد من الضباط القدامى في اللواء خاصة منهم الأكاديميين بقي فقط البحث عن المنبر المناسب لنشر هذا المقال، والذي لم يكن موجوداً حينها.

وبعودة صحيفة الشارع للنشر وجدت أنها أكثر المنابر الإعلامية المهنية التي يُستحق أن ينشر فيها هذا المقال الذي يصحح المعلومات المنشورة خطئاً، وبتعمد ممنهج للتاريخ العسكري اليمني.

يعد اللواء 35 مدرع أكثر الألوية العسكرية مروراً بمحطات وتحولات فرضتها طبيعة المتغيرات التي عاشها الوطن.

تطور اللواء 35 مدرع من كتيبة تأسست عقب قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 هي الكتيبة الثانية مدرع، استمرت تعرف بهذا الاسم حتى عام 1981 (*).

وفي عام 1981 تحولت من الكتيبة الثانية مدرع إلى اللواء الثاني مدرع مستقل، ومفردة (مستقل) هي لتمييزه عن اللواء الثاني مدرع الذي كان يتبع الفرقة الأولى مدرع بينما اللواء الثاني مدرع مستقل يتبع رئاسة هيئة الأركان العامة مباشرة، وكان مقر قيادته بمحافظة إب منطقة السبرة وكان أول قائد له حينها يحيى الشامي حتى 1986 حيث تعين خلفاً له محمد أحمد الشيباني الذي استمر قائداً له إلى أن تغير اسمه للاسم الحالي.

في عام 1994 تم دمج اللواء الثاني مدرع مستقل مع لواء (شلال) الذي كان يتبع جمهورية اليمن الجنوبية فأطلق عليه باللواء 35 مدرع، وانتقلت مقر قيادته إلى محافظة الضالع وشمل نطاقه الجيوعسكري مناطق (الحبيلين، ردفان، الضالع، السبرة/إب).

في نهاية 1997 تعين العميد ركن أحمد حيدر خلفاً للشيباني واستمر قائداً له حتى عام 2011 حيث نفذ عدد من ضباط اللواء وأفراده انقلاباً أطاح به وأعلنوا انضمامهم للثورة الشبابية، وتم تعيين العميد ركن علوي عُباد الميدمة قائداً للواء 35 مدرع.

في ديسمبر 2012 قبل وأثناء الشروع بهيكلة الجيش تم التبادل بين نطاقي اللوائين 35 مدرع، واللواء 33 مدرع فانتقل اللواء 35 مدرع من محافظة الضالع إلى محافظة تعز، وانتقل اللواء 33 مدرع بدوره لمحافظة الضالع.

عين العميد ركن يوسف الشراجي قائداً للواء واستمر حتى 4 أكتوبر 2014 إذ تعين خلفاً له العميد منصور محسن معيجر.

تمركز اللواء 35 مدرع بمحافظة تعز ضمن المنطقة العسكرية الرابعة، محور تعز، ومعسكره غرب مدينة تعز وكانت مناطق انتشاره من المدخل الغربي حتى مدينة المخا القريبة من مضيق باب المندب في ثلاث معسكرات رئيسية أكبرها معسكر خالد في تعز، ثم المطار القديم بتعز (حاليا معسكر العوني)، ومعسكر لبوزة في محافظة لحج.

على إثر انتشار الحوثيين في تعز، انقسم اللواء إلى قسمين قسم مؤيد للشرعية بقيادة العميد الركن عدنان محمد الحمادي، وآخر مؤيد للانقلابين، ويمثلهم العميد منصور محسن معيجر قائد اللواء.

أقدم يوم 27 مارس 2015م عدد من قادة الكتائب وبعض أفرادهم مع الكتيبة الـ 62، المتواجدة بمعسكر المطار مقر قيادة اللواء أقدموا على طرد (معيجر) لتسليمه الحوثيين أهم معسكرات، ومواقع اللواء كـ“معسكر خالد"، وموقع العروس للدفاع الجوي الواقع على رأس جبل صبر، وإرسال كتيبتين لتعزيز مقاتلي الحوثي وصالح في المحافظات الجنوبية.

مع نهاية مارس 2015، وبعده بيومين وتحديدا يوم الخميس 2 أبريل كان قد صدر قراران بتعين قائدين للواء 35 مدرع:
القرار الأول أصدرته المليشيات الانقلابية قضى بتعين العميد الركن علي الحَيَّانِي قائداً للواء.

القرار الثاني أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي قضى بتعين العميد الركن عدنان محمد الحمادي قائدا للواء 35 مدرع.

لم تكد تنقضي بضع ساعات إلا والعميد ركن عدنان الحمادي داخل قيادة مؤخرة اللواء بمعسكر المطار.

وما أن انقضى الأسبوع الأول من تسلمه قيادة اللواء إلا وهو يعد العدة لخوض معركة قادها مع 400 فرد هم الخلاصة التي رفضت خيانة الشرف العسكري، والولاء الوطني ضد ما يزيد عن خمسة آلاف من الحرس الجمهوري، والمليشيات الحوثية، والمتحوثين، وأنصار الرئيس السابق... الخ.

معركة أقل وصف تستحقه ــ عند الذين شاهدوها سواءً بالمعاينة أو بالمتابعة لأخبارها التي تجاوزت الأسبوعين ــ إنها معركة الصمود الأسطوري، فلم يكن الانسحاب من المعسكر صباح يوم الأربعاء 22 أبريل من المعسكر هزيمة وإنما شكل تكتيكي، فقد انتقل أكثر المقاتلين إلى جبل جرة حيث انخرطوا ضمن المقاومة الشعبية التي تشكلت تواً لمواجهة المليشيات الانقلابية.

***
ينتشر اللواء من مقر اللواء في المطار القديم والحجرية وعلى جبهات أخرى (المسراخ، الاقروض، سامع، الصلو، الكدحة، جبهة الاحكوم قدس حيفان، وجبهة التربة هيجة العبد).

ساهم اللواء في دعم الألوية الأخرى ضمن محور تعز
نحو إسناده اللواء 22 في جبهة الشقب التي كان قد خاض فيها معارك انفرادية خلال تحرير المسراخ، ويدعم بقية فصائل بعض فصائل المقاومة في جنوب شرق تعز، وكذلك رغم أنه كان قد تخلى للواء 17 جبهة الكدحة ــ قبل انسحاب الأخير من الكدحة التي أسندت مهمة تحريرها لكتائب أبي العباس ــ والمشاولة وجبهة راسن وجبهة الوازعية إلا انه بقي يقدم بين وقت وآخر إلى التعاون مع اللواء 17 في تلك المناطق عند الحاجة ومقتضيات الضرورة العسكرية.

> إنجازاته:

ــ حماية الحجرية والحيلولة دون اجتياحها من قبل المليشيات الانقلابية.

ــ حرر اللواء 35 مدرع كلاً من الكسارة، والضباب، والربيعي، ‏وصبر ــ المسراخ، الأقروض، الشقب، نجد قسيم ــ وتحرير ‏راسن، جرداد، بني عمر، وتحرير مديرية الصلو، والثبات في جبهتها وحمايتها من السقوط بيد الحوثيين، وحمى جبهة التربة، والكدحة والأحكوم، ولم يترك المليشيات تتقدم فيها حتى شبرا ‏واحدا.

ــ حررت الكتائب للواء 35 مدرع معظم أجزاء مدينة تعز، على سبيل المثال لا الحصر، تحرير المرور، وصينه، والأمن السياسي، وقلعة القاهرة، والجحملية، وحي الجمهوري، وحي المستشفى العسكري، وضاحية ثعبات، ومقر الأمن ‏العام، والكندي، وسوق الصميل، وحوض الاشراف، وتحرير معسكر التشريفات.

ــ استطاع اللواء إنجاز عدد من الدورات التدريبية التأهيلية للقوى البشرية من الأفراد الجدد ونقلهم من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية، حيث تخرجت بضع دفع في (أساسيات في الضبط والربط العسكري)، ودفعة خاصة (الشرطة النسائية).

ــ توفير الأمن والاستقرار في مناطق الحجرية التي ينتشر فيها اللواء، وخلوها من المشاكل والجرائم والفوضى التي تعم عاصمة المحافظة، ولم تفلح المحاولات الكثيرة، والمختلفة الطرق والأساليب لنقل المشاكل وزرع الفوضى في مناطق انتشار قواته.

ــ قام اللواء بكثير من مشاريع الخدمات الاجتماعية للأهالي والمواطنين في مناطق انتشاره كإصلاح وصيانة الطرقات، ومواجهة مشاكل الجفاف، وقلة المياه وتوفيرها، وكذا توزيع خزانات حفظ المياه لكثير من الأسر المعدمة.

ــ التعاون مع جمعية الهلال الإماراتي بتقديم خدمات الإغاثة الغذائية والصحية لعدد من المناطق ببعض المديريات المتضررة من الحرب وآثارها.

ــ كاد اللواء 35 مدرع أن يكون أقرب إلى فرقة عسكرية منه إلى لواء عسكري فقد كان وحده قبل تشتيته، وسحب أعداد كبيرة من قوامه، وضمها لألوية أخرى ناهيك عن مغادرة أعداد كبيرة كانت ملتحقة به لعدم حصولها على الترقيم العسكري، وكذا غادرت أعداد أخرى متجهة لمأرب والبقع، والساحل بحثاً عن فرص في الترقيات وجمع الأموال على نحو لا يستطيع اللواء أن يحققه لها.

دون هجرة تلك الأعداد الكبيرة منه كان اللواء على وشك أن يكون كفرقة لاشتماله على قوة عسكرية ضاربة يفوق عدد أفرادها الـ"10,000" من الجنود، ينفذون مهاما متعددة (مدرع ومشاة، ومدفعية) ناهيك عن القوة البشرية (الجوية التي انضمت للواء والتي لم يستفاد منها إلا في بعض الخدمات.

(*) هامش:
من الجدير بالإشارة هنا أنه خلال السنوات بين 1981؛ 1985 حدثت حوارات بين كل من النظامين السياسيين لجنوب ‏وشمال الوطن، كان من ضمنها حوارات خاصة بشأن تسوية ملف الجبهة الوطنية بالمناطق الوسطى، واستيعاب معظم ‏أفرادها في سلك الجهازين الحكوميين للدولتين، وتم استيعاب كثير من أبناء مديريات المناطق الوسطى كمديريات السدة ‏والنادرة، والسبرة، والقفر، والرضمة، وغيرها ممن كانوا منضوين في إطار الجبهة الوطنية ضمن اللواء الثاني مدرع ‏مستقل، وبعضهم لا يزال موجوداً باللواء اليوم.‏
وهذه الجزئية هي واحدة من السمات العديدة الآخر التي تميز هذا اللواء عن غيره من الألوية العسكرية الأخرى.‏