ادبــاء وكُتــاب


الجمعة - 27 سبتمبر 2019 - الساعة 09:51 م

كُتب بواسطة : عادل حمران - ارشيف الكاتب


كنّا هنا ذات يوم نتشاطر المكتب و نتقاسم الصفوف كنّا فريق ثلاثي متناسق جدا ، صامد كان أكثرنا نشاط و حيوية و ياسين كان أكثرنا جدية و مثابرة وربما كنت اكسلهما وكانوا يتحملون فوق طاقتهما لأجلي ، قضينا ايّام جميلة في خدمة الأجيال وحملنا رسالة الأنبياء كنّا معلمين واصدقاء اجتمعنا بصورة ولَم نعتقد بأننا سنفترق ذات يوم ولَم يكن ذلك في احلامنا إطلاقا .


استقبلت مدرستنا هذا العام الدراسي بملامح عابسة و حزينة جدا فأستاذ مادة الرياضيات الاستاذ ياسين أحمد ناصر لم يكتفي بدوره في المدرسة بل اكمل رسالته الوطنية في الدفاع عن الوطن ، ترك حقيبة المدرسة و حمل بندقية الحرب ، دافع عن الدين و الشرف بكل شجاعة ، سطر و رفاقه بطولات خالدة حتى ارتفعت روحه نحو الله في 19 | 5 | 2019م في شهر رمضان المبارك لم نستوعب الخبر ولَم نصحى من الصدمة حتى الآن ، حتى ولو صدقنا خبر استشهاده فلن نقوى على مشاهدة المدرسة بدونه .

رحيلك مؤلم يا صديقي ، ليتك تعرف حالنا بعدك وحال المدرسة و الطلاب ، لقد هجرتهم مثلك وبقي الاستاذ صامد ، صامدا في اداء مهنته و إيصال رسالته للاجيال بينما عجزت اناء فقيمة الديار بقيمة اَهلها ، يا شهيدي عزائي فيك بانك مرتاح وأنك في مكان اجمل ومنزلة ارقى بكثير من دنيانا ، عزائي فيك يا ياسين بانك غادرت من جنبنا إلى جانب الله الرحيم الذي سيمنحك السعادة و الأمان و انجاك من اوجاع الحياة و أهوالها ، رحلت شامخا يا استاذ وتركت سيرة عطرة فخر لك ولنجلك سميح ولنا جميعا رحمك الله يا شهيد واسكنك فسيح جنانه لك تحيات زملائك و طلابك و دفاترك و اقلامك اسأل الله العظيم ان يجعل كل جهودك في ميزان حسناتك .