ادبــاء وكُتــاب


الجمعة - 14 يونيو 2019 - الساعة 02:29 ص

كُتب بواسطة : حسام درمان - ارشيف الكاتب


لم تدق ساعة الحرب ، و لم تحن ايضا لحظة الجلوس على الطاولة.. وهذا ما افصح عنه ترامب وخامنئي اليوم دون اي مورابة ..

اميركا لا تريد المواجهة لكنها بنفس الوقت لن تتراجع عن سياسية "الضغط الاقصى" ، والحراك الديبلوماسي "الكويتي-الالماني-الياباني" ياتي فقط بهدف احتواء تداعيات هذه السياسة دون تخفيف حدتها او فتح افاق جديدة للحوار.

يريد ترامب الابقاء على كرت النار عند حافية الهاوية، لا هو الذي يطفئها ، ولا هو الذي يسمح لها بالتدحرج الى الحرب.. و هذه الصيغة من المرجح ان تستمر الى نهاية عهدته الاولى، ولن يفتح الملف النووي جديا الا مع فترة رئاسية ثانية او رئيس امريكي جديد.

في المقابل تحاول طهران رفع فاتورة "حرب الاعصاب والعقوبات" ، بحيث يصبح الوقت الفائض للازمة عبئا على جميع الدول المناوئة لها وفي مقدمتها دول الخليج العربي ، وكما قال ظريف "لن نذهب وحدنا الى حافة الهاوية".

صحيح ان الديبلوماسية الايرانية اتقنت جيدا لعبة "الانكار المقبول" فيما يتعلق بحوادث الخليج ، لكنها اوصلت رسائلها بوضوح من خلال وكلائها في اليمن ؛فبعد الفجيرة اتت ينبع ، وقبل خليج عمان كان صاروخ ابها .. وفي الحالتين يمكن استنتاج منطق طهران الاستراتيجي : "سوف نرد على تجاوز خطوطنا الحمراء ، دون ان نتجاوز علنا خطوط واشنطن الحمراء".

صنفت واشنطن الحرس الثوري جماعة ارهابية فراح يستعرض قدراته العسكرية في اليمن (من طائرات الدرونز وحتى صاروخ كروز) ، وصفرت صادرات ايران النفطية فراحت توتر مصادر انتاج الطاقة وممرات عبورها..

ومع كل ضربة ايرانية تعود الكرة الى الملعب العربي ، فهو المستهدف وهو الهدف ، لكن اوراقنا السياسية تظل محدودة..

اليوم حركت حادثة عمان مياة الموقف الدولي الجامد منذ استوكهولم ، ومع ذلك فان قدرات التحالف العربي تظل محدودة في تسّيل هذا السخط الدولي الى ضوء اخضر يسمح باستعادة الحديدة الى حضن الدولة اليمنية ، وان كان على المدى البعيد يراكم الحجج السياسية والاخلاقية لتعميق عزلة ايران و تقويض واذرعها الاقليمية..