ادبــاء وكُتــاب


الثلاثاء - 28 مايو 2019 - الساعة 02:15 ص

كُتب بواسطة : صلاح الجندي - ارشيف الكاتب



أربعة أيام مضت منذ إختطاف العميد جمال الشميري قائد الشرطة العسكرية بتعز ، دون أدنى تحرك مسؤول من سلطتنا المحلية والعسكرية في تعز ، عدا تلك الرسالة الهزيلة الى محافظ لحج ، والمذيلة بتوقيع وكيل أول محافظة تعز المخلافي ، وبلغة لا رسمية تثير كثير من الشكوك حول الجهة المسؤولة عن اختطافه ، قال المخلافي أن من بين العصابة التي اختطفت العميد الشميري اربعة يتكلمون اللهجة التعزية ، واثنان يتكلمون لهجة جنوبية .

وفي جانب آخر لم تكن قضية العميد الشميري ذات أهمية لدى أحزابنا المتهالكة ، كما لم تكن مادة مهمة لتناولها إعلاميا في قنوات الزيف والإنحطاط الأخلاقي والمهني ، والتي لا تتورع في أن تسوق كل القباحات وتغطي عليها بسيل من الأكاذيب والإفتراءات ، فمثلا : أين قناة يمن شباب من هذه الجريمة ، وهي التي سارعت لتبني أكذوبة الإعتداء على الجرحى في مستشفى الثورة بعد مرور ساعات على نشر الأكذوبة ، والتشهير بالأستاذ وليد الحميري ، وغض الطرف عن حادثة اقتحام المستشفى والإعتداء على رئيس الهيئة د احمد انعم ، ثم أين إعلام المقر وتفاعلاتهم التي لا تتوقف عن نشر الإساءات لكل مختلف ، والتغطية على كل القباحات والجرائم .

المفارقة العجيبة ، أن العميد الشميري كان أداة رئيسية في حادثة مستشفى الثورة وكيلا للمقر وسلطة الأمر الواقع ، مهتما جدا للقبض على ا.وليد الحميري ترضية لمن خذلوه اليوم وأخضعوه سابقا ، أو هم السبب في اختطافه ، وليته كان يعلم أنه ضحية تالية وأنه سيخذل ، وأنا لا أعتقد أنه إن عاد سيفهم ، فقد أرهبوا شجاعته وشرف عسكريته مرة تلو مرة ، أو يكن ما لا أتصوره .

أنا هنا ، أتضامن مع العميد الشميري ، ولا أرى في إختطافه إلا جريمة نكراء كما أرى في هذا الصمت الخاذل أكبر جريمة ، وإساءة للجيش برمته ، وإهانة لقائد مهما اختلفنا معه لا نرضى بأن يكون في محل غير القانون ، ثم إنني لا ارجوا أن تكون قضية الشميري وهو قائد رفيع في الجيش مثار إيضاح لمشكلة مناطقية مقيته ، يكرسها رجال السلطة في تعز بسلبيتهم وتخاذلهم وربما تواطئهم ، فقد بتنا نقرأ ونسمع لو كان العميد الشميري من شرعب أو صبر أو جبل حبشي لكان الأمر مختلفا ، ولتحركوا لأجله !!