ادبــاء وكُتــاب


الخميس - 16 مايو 2019 - الساعة 08:37 ص

كُتب بواسطة : ماجد الشعيبي - ارشيف الكاتب



بات جلياً اليوم أن النزعة الانتحارية الحوثية في الضالع لم يكن هدفها الفعلي اجتياح المحافظات الجنوبية المحصنة بالرجال و السلاح والتضحيات ، وإنما كان هدفها الرئيسي تقويض المكتسبات السياسية والاقتصادية الجنوبية المتراكمة منذ لحظة التحرير.

سياسياً قطعت مستجدات المعركة مسارات الحوار الجنوبي الجنوبي , وكذلك الحوار الجنوبي الأممي ممثلاً بمكتب السيد غريفيث في عدن ..وقد أدت المعارك المحتدمة إلى شحن الأجواء العامة واستنفار الحاضنة الاجتماعية وتبديل أولويات العمل.

اما اقتصادياً فقد نجح الحوثيين جزئياً بتجميد ميناء عدن الذي أصبح مؤخرا نقطة الاستيراد الرئيسية على اثر انطلاق عمليات النصر الذهبي ..

وفي المقابل أعادوا تهيئة الأجواء السياسية والأمنية اللازمة لفتح ميناء الحديدة ؛ أولاً من خلال عملية الانسحاب الأحادي الذي جاء بمباركة اممية هذه المرة .. وثانياً بإشعال جبهات الضالع التي تعتبر الممر الوحيد للبضائع الذاهبه نحو المحافظات الشمالية ، وتقدر بأكثر من 70 بالمائة من البضائع التي تصل إلى ميناء عدن.

بالطبع فإن هذه الأهداف العملية لا تنفي مضامين الحقد الحوثي الدفين ضد أول محافظة محررة ..وأيضا لا تنفي نواياهم المضمرة لاجتياح الجنوب متى ما تأتى لهم ذلك..

لكن هذه الأهداف هي من يجب أن تؤطر تفكيرنا الإستراتجي مستقبلاً اذا ما اردنا التعاطي الإيجابي مع الأحداث ،وكي نحبط المقاصد الحوثية على المدى القريب والبعيد.