الأربعاء - 10 يناير 2018 - الساعة 12:33 ص
بغض النظر عن الاختلافات الشخصية او التباينات في الآراء والاساليب والخيارات النضالية الجنوبية التي نسلكها او تنشاء بيننا كجنوبيين خلال مسيرة النضال المستمرة في سبيل تحقيق هدفنا المقصود ، الذي من اجله انطلقت ثورتنا الجنوبية التحررية في 2007 م ،
نعم بغض النظر عن كل ما ذكر آنفا - ومهما بلغت درجة حدته ومداه - الا ان لنا قضية سامية ليست سياسية ومشروعة بامتياز فحسب - بل وتعتبر ضرورة وجودية وحياتية لنا كوطن وهوية وتاريخ وثقافة تضعنا جميعا - المؤتلف منا والمختلف على حد سوا - امام مهمة تاريخية كبيرة ، وأمانة وطنية عظيمة سقط من اجلها الألأف من خيارنا شهداء وجرحى واسرى ومعتقلين ؛ ودمرت مدن وقوى وقوات وقواعد تحتية اساسية مختلفة وهو الامر الذي زاد تلك الأمانة ثقلا الى ثقلها ، وضرورة الى ضرورتها فرضت علينا كجنوبيين جميعا التحلي بروح المبادرة والتسامح والتنازل والتسامي والسمو على اختلافاتنا الخاصة وخلافاتنا الهوائية المصطنعة واستصغارها امام عظمة واهمية هذه الامانة الوطنية الكبيرة والهامة ؛ واعتبارها قضية وأمانة ومسؤولية تاريخية لا تقبل العناد والمناكفات السلبية المعيقة لاي تقدم او نصر تحقق في خضم النضال التحرري القائم لاسيما بين رفاق المعانة والنضال والقتال والنصر مهما جار طرف على الآخر ، او حصل ما يعكر صفو العلاقة البينية في فترة كالتي نمر بها ؛ او التراجع عن السير او التغيير في نوعية الاصطفاف او التبديل للهدف المنشود او تجزئته او الانحراف عن الخط النضالي الطبيعي لتحقيق الهدف المعلوم باستعادة استقلالنا وبناء دولتنا على تراب ارضنا الجنوب بكل ولكل ابنائه أو معاكسته الذي قد يؤدي الى تصادم بيني فيضيع الجمل بما حمل وهذا ما حذرنا منه كثيرا .
اكتب هذا الكلام مذكرا لرفاق درب بآلامه وآماله ، رفاق كان لهم شرف السبق في تأسيس وتعزيز ومناصرة الثورة الجنوبية بحراكها ومقاومتها ، رفاق عاصروا لحظات الانطلاقة العصيبة في زمن عصيب وتحدوا تعجرف وصلف نظام احتلال بغيض وحاقد معزز بمختلف صنوف أليات القمع والابادة ، رفاق هبوا وقاتلوا الى جانب الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين الجنوبيين طلبا للحرية والاستقلال ودفاعا عن العقيدة والارض والعرض ، رفاق قضية وهدف ومصير ، رفاق حصروا همومهم ومصالحهم ورغباتهم في هم واحد ومصلحة واحدة هي تحرير واستقلال الجنوب .. رفاق عبروا عن نبل اهدافهم وصحة جنوبيتهم واثبتوا مصدقيتها وولائهم لها في الساحات والميادين والجبهات النضالية والعسكرية الجنوبية .
نعم اكتب الى هذا الصنف الجنوبي المناضل الاصيل والغيور على عقيدته وارضه وعرضه وحريته وكرامته واستقلاله ..
اكتب الى الذين يؤلمني ويؤلم كل جنوبي حر ان يراهم وهم في شقاق وتنافر وتقاطع صلة على امور نفعية ومصلحية ضيقة ماكانت هدفا ولاغاية لنضالهم .. بل ان تجاوزها اهون من اهوال ومواقف صعبة عصفت وعرقلت بمسيرة نضالنا وعثرتها من قبل .
لهؤلاء ولهذا السبب فقط اكتب كلاما كهذا .
لا لإولئك النفر المسوخ الهين - وان كانوا ينتمون الى الجنوب جغرافيا - من الذين مردوا على حياة الذل والعبودية والخيانة والعمالة التي عاشوها واستحبوها ، حتى جعلوا جنوبهم جيوبهم ، وبطونهم اهدافهم وغاياتهم فصاروا بذلك عبيدا تابعين منقادين ومأمورين بعد ان سخروا وتنازلوا عن كل شيئ حتى انتمائهم الجغرافي الجنوبي هان عليهم فوضعوه في خدمة اهداف سادتهم الشماليين .. فصاروا يرفضون ويتنكرون بل ويتحدون ويجابهون ويحاولون بكلما اوتوا من قوة افشال اي نشاط سياسي او مطلب حقوقي او شكل تنظيمي نضالي جنوبي فاعل مجمع عليه فنراهم يهيجون فيعدون ويتوعدون اصحابه وانصاره بالويل الشديد والبطش الحديدي - وهم بذلك جادين ان توفرت لهم الظروف - فقد سمعناهم ورايناهم وسنراهم وهم لا يتورعون عن فعل كل ما يرهب وينغص حياة الجنوبيين المعيشية والخدمية ويتحدون نضالهم وانتصارهم وكبريائهم واعتزازهم بنصرهم تحت علمهم الاصلي بفرض رفع علم الاحتلال ودولته .. واحياء مناسباته على ارض المناطق الجنوبية المحررة ، او من خلال عمليات التسهيل لاستقبال وعودة قوات الاحتلال بطرق وحجج خبيثة ومتنوعة وباساليب استخباراتية الى الجنوب وذلك للالتفاف وقمع الثورة الجنوبية او تمييعها او الغاء انتصارات مقاومتها في طرد قوات سادتها التي كانت محتلة لجنوبنا ، أو لمنع بسط نفوذها على الساحة الجنوبية المحررة .. ليس ذلك فحسب بل انهم ربما قد عكفوا او يعكفون هذه الايام ليلا ونهارا على حياكة خيوط مؤامرة اجرامية ارهابية شنيعة وعدوانية بشعة على ارض الجنوب وقيادته المفوضة وشعبه المناضل من اجل الحرية والاستقلال .. وقد يكون محاولة اشعال نار فتنة بينية جديدة بين ابناء الجنوب كآخر ورقة وانجح وسيلة يرونها تؤدي الى تمزيق اللحمة الجنوبية وضرب رقاب بعضهم بعضا ومن ثم هزيمتهم ، وكعمل مفيد ويبيض وجوههم عند اسيادهم وامرائهم في مأرب وغيرها وهي ما يعكفون على التخطيط لها ويوزعون الادوار على اشباههم في ادارتها اليوم لاسيما بعد مقتل كبير سادتهم الذي عجنهم وخبزهم وارسلهم كبضاعة عفاشية فاسدة الى عدن وشيئ منها الى الرياض ومأرب حيث كانت فتنة كهذه هي غايته ورأس مايتمنى ان يرى الجوبيين واقعين فيها .. ولم تتحقق في عهده .
النصر والحرية والاستقلال للجنوب وشعبه وقيادته .
والموت والعار والخزي للمتخاذلين والعملاء وتجار الحروب .