الأربعاء - 06 فبراير 2019 - الساعة 05:50 م
لن يرد الموالون لهادي على بيان حزب المؤتمر الشعبي العام الرافض لمشروع دولة الاقاليم الستة، لسبب بسيط هو ان كل المتحالفين مع هادي شمالي وان كانوا يرفعون شعار الولاء لهادي ومشروعه سوف يكونوا مع الاحزاب الأم وما يقرره المركز، بالتالي ماذا استفاد هادي من خلق حالة العداء والتوتر في الجنوب؟.
اذا كان اكبر الاحزاب اليمنية رافضا لمشروع دولة الاقاليم الستة، فما هي الخيارات لدى هادي واتباعه من الجنوبيين، لماذا الاصرار على الترويج لمشروع سياسي مرفوض في الجنوب في حين ان الشمال لا يزال محتلا ، بل وهناك مواقف قوية لأكبر الاحزاب اليمنية ترفض مشروع الاقاليم الستة..؟ لماذا الاصرار مشروع التقسيم وضرب مشروعية القضية الجنوبية.
كان الأحرى بهادي ان يصرف تلك الأموال التي صرفها المدعو الرعيني على مشاريع تنموية في عدن او أبين، كان دفعها لاصلاح مياه الصرف الصحي في لودر .. بدلا من صرفها على مشاريع التوتر وضرب القضية الجنوبية في مقتل.
قلنا ونكرر ان مشروع دولة الاقاليم الستة تهدف إلى "ضرب مشروعية القضية الجنوبية القائمة على حق استعادة دولة منقلب عليها بالحرب والاحتلال"، وبالتالي الموافقة على هذا المشروع يعني ضرب القضية وانتهاء مشروعيتها.
"هادي".. لم تعد لديه اي ارواق سياسية، والمجتمع الدولي اصبح لا يفرق بين حكومته الحوثيين الانقلابيين، بالتالي كان على هادي ان يبحث عن مشروع سياسي يلبي فيه تطلعات الناس في الجنوب لا ان يمضي في مشروع لن يتحقق وان تحقق لن يستمر أكثر من عام، وبعدها سوف ينقلب عليه الشماليون كما انقلبوا على كل الاتفاقات والمعاهدات السابقة.
ماذا قدمت حكومة هادي لمدن الجنوب المحررة ، غير مشاريع التوتر والعنف، وتهديد الجنوبيين بالمخالب والانياب.
كانت حكومة هادي جسر عبور لمشروع عداء ضد دولة الامارات العربية المتحدة ، حليف الجنوبيين الوحيد في الحرب ضد الإرهاب..
لو فكر الرجل وسأل نفسه.. وتساءل من اعادة ترميم مطار عدن الدولي من دعم اعادة بناء مؤسسات أمنية وعسكرية من الصفر ، لأدرك ان مشروع العداء ضد ابوظبي هدفه عرقلة بناء مقومات دولة حقيقية في الجنوب، والتي يقول الموالون لهادي انهم يطالبون بإيجادها.
في مأرب انشأت السعودية قوات ضخمة أغلبها مليشيات تابعة لأحزاب وقوى سياسية وبعض قادتها وضعتهم الولايات المتحدة الأمريكية على قوائم الإرهاب - لواء العفاريت انموذجا- ومع ذلك لم يتحدث هؤلاء عن الدولة البلولسية في مأرب، لأن فقط ادوات هدم لكل محاولة البناء في الجنوب.
يدرك البعض الجنوبي الاهداف الخفية والظاهرة وراء محاربة الاجهزة الأمنية والعسكرية في الجنوب، ومحاربة الحلفاء، بل انهم يرحبون باطراف اقليمية يدركون كل الادراك مشاريعها العدائية لعدن والجنوب ومنها تركيا التي لم تقدم لعدن غير مواد اغاثية منتهية الصلاحية.
يدركون ان المسألة ليس لها علاقة بالسيادة ، ولكنهم يناهضون اي طرف يقف مع أمن واستقرار عدن والجنوب، لا لشيء ولكن يعتقدون انه كتب عليهم ان يظلوا ادوات بيد من استباح أرضهم وقتل الشجر والحجر.. ربما تكون عقدة النقص.