ادبــاء وكُتــاب


الإثنين - 14 يناير 2019 - الساعة 03:46 ص

كُتب بواسطة : فتحي بن لزرق - ارشيف الكاتب



اشعر بالحسرة والألم لحال الكثير من القيادات الجنوبية التي طالها التخوين خلال السنوات الماضية ..
ها قد رحل "طماح" وترك لكم الدنيا بكل مافيها ..
ما الذي جناه الرجل .. غير اسرة يتيمة تقطن بشارع فيصل بمصر بشقة ايجار..
اين الامتيازات ؟
اين الاموال الطائلة ؟
اقسم بالله ان الرجل لم يكن يجد حتى مصروف منتظم لحراسته .. فعن اي خيانة تتحدثون ؟
رحل طماح نازفا بدمائه ، شهيدا .. فما الذي استفاده من خونوه خلال الفترة الماضية؟
وقبل طماح ترجل الكثير من القيادات ولاتزال هذه البلاد تسحل
اما ان للمخونيين الاتعاظ ؟
في هذه البلاد .. لاخيار لديك لكي تثبت انك نظيف وبريئ ووطني الا ان تموت !!..
هل يكفي ان اُجرح ..؟
لا .. يجب ان تموت وان نتأكد من ذلك..
يا الله !..
ليس هناك من خيار الا ان تموت ..
اتذكر .. علي ناصر هادي وكيف قالوا انه باع اسلحة التحالف ..
قاتل الرجل حتى استشهد .. ولحظتها قالوا .. يالعظمة استشهاده!..
اتذكر .. احمد سيف اليافعي .. خونوه . لعنوه وصال الرجال وجال حتى استشهد "غدرا".
ولحظتها اقاموا الاحتفالات لذات الرجل الذي خونوه ورفعوا صوره بالشوارع ..
فما الذي استفادوه ؟؟ لقد مات واندثر ليتكم حافظتم عليه قبل رحيله..
وفي هذا الوطن لايتعظ احد ابدا ..
واصلوا تخوين "طماح" والغريب والقائمة طويلة ..
وهاهو الغريب يحتضن طماح الذي تقاسم مع رفيقه النضال والكفاح وحتى اتهام الخيانة..
والغريب لايحتضن جثمان لكنه يحتضن وطن وذكريات وما اوجع الذكريات ..
يا الله ما افجع نكبات هذا الوطن ..!
ما اصعب ان تكون شهادة وفاتك هي فقط شهادة وطنيتك واحترامك ونزاهتك..
لاتبكي ياغريب طماح وحده ..
ابكي هذا الوطن الذي تتساقط رجاله واحدا تلو الاخر ..
وطن يموت شرفائه بطعنات انذاله.
ومثلما مات علي ناصر هادي واقفا ..
مات .. احمد سيف اليافعي واقفا ايضا شامخا..
وهاهو "طماح" يتوسد شموخ العزة والكبرياء وقوفا وعظمة وقوة.
وسيموت مخونيهم بين احضان نسائهم وسيلعنهم التاريخ ..
تبا لهم.