الإثنين - 15 أكتوبر 2018 - الساعة 11:51 م
في هذا التوقيت وفي المحافظات المحررة التي بح صوتها مطالبة بإسقاط بن دغر وحكومته لا أعتقد ان معيار شمالي - جنوبي هي الحجة المناسبة التي قد يتسلح بها البعض ممن يعبرون عن السخط إزاء أي قرار رئاسي في المناصب العليا و يكون من نصيب أي شخصية سياسية من شمال اليمن خصوصاً إذا كانت بدلاً عن أخرى جنوبية ، فهذا عذر لا أقبح منه خصوصاً في حالة بن دغر .
فالواقع أثبت ان جنوبيي الشرعية هم الأشد عداوة وحقدا على القضية الجنوبية ، وحالما يصلون إلى كرسي السلطة ومن موقعهم وانتمائهم الجغرافي للجنوب يشعرون أنهم وحدهم الجنوبيون وأنهم أصحاب الحق في تمثيل القضية الجنوبية وحراكه ، ويتعاملون مع غيرهم بلغة الإقصاء والتخوين .
لهذا قرار إقالة بن دغر المنتمي جغرافياً إلى الجنوب وتعيين خلفه معين عبدالملك المتحدر من محافظة تعز اليمنية ، لا يمكن التعبير عنه على أنه خسارة للجنوب او قضيته الجنوبية ، لأن معظم الوزراء وأصحاب المناصب الحكومية المنتمين إلى الشمال يحسب لهم أنهم يبذلون على الأقل جهدا كبيرا في العمل على إرضاء أبناء المحافظات الجنوبية وتمكينهم ، والتقرب منهم وربما أكثر من ذلك ، بعكس ما يقوم عليه جنوبيو السلطة .
وعليه قرار الإطاحة بابن دغر لا يجب ان يتحول إلى ذريعة لذوي الفهم المحدود على أنه إقصاء للجنوب أو عنصريه ضد شعبه ، فرب وزير شمالي يعمل بضمير وإخلاص سيخدم سكان ومناطق الجنوب خيرا من عشرة وزراء جنوبيين، يبيعون مبادئهم وقضاياهم لحظة جلوسهم على كرسي السلطة .
وبمعطيات الواقع والحرب فان الوزير الشاب الجديد سيعمل طوال فترة عمله على خدمة المحافظات الجنوبية المحررة واجزاء بسيطة من تعز والحديدة خلال الفترات القادمة ، خصوصاً في ظل سيطرة جماعة الحوثي على شمال اليمن ، وعجز الحكومة على تحرير تلك المحافظات حتى هذه اللحظة ، وفي ذات الوقت هي تجربة جديدة واختبار حقيقي لشاب يمني سيتراس الحكومة من موقع يقل في نسبة الخبث ولولائات السياسية للاحزاب .