ادبــاء وكُتــاب


الأربعاء - 20 ديسمبر 2017 - الساعة 12:26 ص

كُتب بواسطة : عبدالعزيز المنصوب - ارشيف الكاتب




#المُقامة_المرورية :-

في ليلة شتوية مطارة ؛ خرجت امشي راجلا في الحارة .
فإذا طفل في معبر السيارة . يمشي تارة ويسقط تارة . في يساره تفاحةُ وفي اليمين حجارة .. فسألته لما يابني أنت في معبر السيارة ؟! لما انت آخذٌ لحجارة ؟!
فأجاب بعبرة لارمي بها السيارة .. !
قلت : أيُ سيارة ؟! وما قصة السيارة ؟!
فقال : سيارة السائق (طائش) .. تلك التي قتلت ابي واختي الطفلة سارة ..
فمسحت رأس الطفل .. ومضيت احمله .. وهو يهمس بحرقة ومرارة. ويقول : امي تنادي آتوني بالطفلة سارة .. يرجع صوتها في الحارة ..
دهستكي ياسارةٌ سيارة .. مسرعةٌ لكأنها طياره .
لا تراعي للعبور اشارة ..
أين المرور ؟؟! أين المجلس البلدي ؟؟! من الآمر الناهي .؟
من اضرم في منزلنا طيشه وناره .. ؟؟
أينك سارة ؟؟ اين أبوكي ؟؟ لا تدفنوهم في غير صدري ..
هو سلوتي .. هي زهرتي ..
لا سامح الله سائق السيارة .

فأدركت أني ذاك المجتمع .. واليُتم عمرٌ .. والضحية زيدٌ وزوجه والطفلة سارة .. والطائش الجاني .. امره إلى الله سائق السيارة .

.. فقمت في الناس مقام من أظلم داره .. وربح فجيعة في أهله وخسارة .. مقام الفاقدين لسارة .. وخطبت فيهم خطبة في الحارة .. قلت في مطلعها .. (مقامة السيارة) .
إني آتيكم بخبر وما ادراكم ما الخبر .. ثم ما أدراكم ما الخبر ..
المكان : هنا عدن .
الزمان : في كل ساعة .
الصدى : من قناة الجزيرة في قطر .

خبرٌ عــــــاجل .. فضيحة في جلاجل ..
إنها أم المشاكل ..
نعم هي حادثة إغتيال .. لكنها إغتيال للحياة .. إنها إغتيال للانسان .
يتبناها الإنسان ذاته .. لا يعلم أيان مماته .. النَّهم إحدى صفاته .. بيده يدمر حياته ..
فمن يجمع شتاته ؟ ومن يوقظ سباته ..؟

بندقيتها السيارة .. ورصاصتها السرعة .. وعبوتها العجلة ..
يطلقها من لنعمة الله ما شكر .. من بالطيش تخدر .. وللقيم والأعراف تنكر .. وبسوء الأخلاق مطبعٌ ومخمر .
أسوء أفعال البشر .. تشرد الأسر .. تمزق الأجساد .. تقطع الاكباد .. تعطل الأعياد .. ترعب الأولاد والأحفاد ..
تفجر الجماجم .. تعكر الولائم .. تحدث المآتم .. تقتل المحارم ..

صامتة لكنها تصنع الهزائم .

في نشرة الأخبار تأتيكم .. عن موجز الأنباء ناهيكم ..

مطلعها ....
إليكم هذا الخبر .. وما أدراكم ما الخبر . !

أسوء افعال البشر .. لا تتذرعوا بالقضاء والقدر ..

*إنها الحوادث المرورية .*

هذا هو الخبر .. فهي من تفريط البشر .. نعم .. أما القدر : فكل ما لا يُستطاع دفعه ؛ ولا بالحيل والوسائل يكون منعه ..

أما حوادثنا فمن تفريط البشر .. إنها لإحدى الكُبَر .. لا تتذرعوا بالقضاء والقدر .