ادبــاء وكُتــاب


الخميس - 06 سبتمبر 2018 - الساعة 10:45 م

كُتب بواسطة : قيس الشاعر - ارشيف الكاتب




حالة من الهذيان و التخبط يمر بها حاليا اعضاء المجلس الانتقالي نتيجة عجزهم عن ايجاد طريقة تمكنهم من العودة الى المشهد مجددا حتى و ان كانت عن طريق احداث او وقائع لا صله لهم بها يركبون موجتها و ينسبونها لا نفسهم  او من خلال ما يتم الحديث عنه موخرا حول المشاركة او الحضور الصوري في مشاورات او مفاوضات السلام بين اطراف الصراع اليمني حتى و ان لم يترتب على المشاركه اي مكاسب سياسية تصب في مصلحتهم او لا تخدم مشروعهم ورؤيتهم التي لازالت حتى اللحظة عباره عن شعارات بعيدة كل البعد عن الواقع و متعارضة مع الوضع القائم و يتضح زيفها و تناقضها من خلال مايقدمو عليها من خطوات و تصرفات مخالفة لما يدعو تمسكهم بها من توابث وطنية جنوبية حسب زعمهم و الامثلة على ذلك كثيره و لا مجال لذكرها وهذا ما جعل جزء من قطعان قاعدة المجلس الانتقالي الشعبية الذي يستمد قوته منها تتفلت و ما تبقى منها في حالة سبات طويل عجز  الانتقالي عن احدات نقله او خلق حدث يوقظها من سباتها و يعيد تفاعلها الى جانبه و بذات بعد ان استنفذو الانتقالين كامل خططهم و خطواتهم مبكرا وغجزو عن ابتداع و انتاج اخرى للحفاظ على قاعدتهم الشعبية و البقاء في صدارة المشهد ...

لذلك الملاحظ ان الانتقالي يسعى للعودة و ابراز  نفسه مجددا امام انصارة كممثل شرعي للجنوبين وقضيتهم و رقم و لاعب سياسي لا يمكن تجاوزه و طرف من اطراف المعادلة اليمنية و ذلك من خلال المشاركة في المفاوضات اليمنية القادمة بناء على دعوه يفترض انها مقدمة من المبعوث الخاص باليمن مارتن جريفيث و لن يترتب على تلك المشاركة ان صحت الدعوه اي مكاسب سياسية و سيعود منها بخفين حنين و تفاعل انصاره مع تلك المشاركة سيكون تفاعل وقتي وسرعان ما ستنطفي حررتها بعد ان تتكشف امامهم حقائق حول دوافع و اهداف المشاركة و نتائجها

اذا لماذا نقلل من اهمية مشاركة الانتقالي في المفاوضات و ما الاسباب التي تدعونا الى الاعتقاد بانه لن يجني اي مكاسب ؟

اولا اطراف الصراع في اليمن المتفاوضه المشمولة بقرارات مجلس الامن محدده شرعية و حوثيين و حليفهم سابقا علي صالح ثانيا الاطراف الاخرى الغير ممثلة في جولات المفاوضات كالمجلس الانتقالي المقر بشرعية الرئيس هادي وما يمتلكه اعضاءه من قوه تقاتل  لاستعادة الشرعية و انهاء الانقلاب اي ان المجلس الانتقالي يبقى مكون مثلة مثل المكونات الاخرى المساندة لشرعية و الخاضعه لها و بالتالي فالانتقالي يندرج تحت شرعية هادي ثالثا يدعي الانتقالي بوحدانية التمثيل للجنوب بينما مكونات اخرى تنازعه في ذلك و لا تعترف به رابعا يبدو ان الهدف من دعوة الانتقالي الى الحضور فقط لتخفيف من حدة التوتر و امتصاص حالة الاحتقان الحاصل و ايقاف عمليات التعطيل لا اعمال الحكومة التي تتهمه بها خامسا لن يخرج المبعوث الاممي عن مسار الجولات السابقة و لن يدرج اطراف اخرى لم تكن جزء من الازمة و هي في تبعية لطرف من اطراف الصراع و مساندة له في حربة كان المجلس الانتقالي او غيره و مشاركتها لن تكون كطرف فعلي كون هذا يعني العودة الى نقطة الصفر سادسا ربما يتخذ المبعوث الاممي الخاص باليمن من دعوة اطراف للحضور ورقه في وجه اطراف الصراع لتقريب وجهات النظر و الاتفاق على نقاط الخلاف اي يتخذ منهم فزاعه فقط لاغير و ايضا لضمان بقائهم خاضعين وملتزمين مستقبلا لما سيتم الاتفاق عليه وحتى ان لم يكونو جزء منه و المجلس الانتقالي هو الورقه الانسب للعب هذا الدور طالما و انه قد لعب ادوار مماثلة و انشاء من اجل لعب مثل هذه الادوار

واخيرا كل الخطوات التي يعتزم المجلس الانتقالي القيام بها فهي مرهونه بالتفاعلات السياسية و مصالح دول الاقليم و التي تقتضي الضرورة عدم الخروج عنها او الاضرار بها بأتخاذ خطوات بعيده عن اهدافها و لاتتماشى معها فهل يعي الانتقالي ان المرحلة بحاجه الى نوع من المرونه السياسية تتوافق مع سياسات دول الاقليم بعيدا عن التلويح بأستخدام السلاح واللجواء الى صدام دموي كالذي حصل في يناير 2018 ؟